توقعت الأندبندنت في منتصف 2015 أنّ الأمير الشاب محمد بن سلمان في طريقه ليكون أهم قائد عسكري في الشرق الأوسط، والحق أنها لم تعط سموه حقه، فقد أصبح الذي هو تجسيد صحيح لمقولة (هذا الشبل من ذاك الأسد) أهم قائد عسكري وتنموي. الزيارة إلى أمريكا التي بدأها سموه السبت الماضي تأتي في ظروف صعبة جداً سياسياً، فمنطقة الشرق الأوسط منطقة تشتعل بحروب في شمالها وجنوبها وغربها ويناور شرقها لكي يضرم النيران عبر بوابة إيران. وتحاول الأممالمتحدة أن تلبي رغبة أمريكا في أن تحد من القوة السعودية المنافسة لإيران في المنطقة، خاصة بعد خطوات موفّقة وذكية من قِبل السعودية في تأسيسها لتحالف عربي وآخر إسلامي، وانصراف إلى حوار وتعاون مع الصين وروسيا وفرنسا. المتوقع أن تدور المحادثات بين سمو ولي ولي العهد والأمريكيين عن موقف السعودية من اليمن ومناقشة ملفات سوريا وليبيا والعراق، ومحاولات إيران لتصعيد المواقف في المنطقة. كما من المتوقع أن يوضح سمو ولي ولي العهد الهدف السامي من وراء تشكيل تحالفاتها العربية والإسلامية، وأنها ليست للاعتداء بل لمحاربة الإرهاب ومساندة الجهود العالمية في القضاء عليه. ولي ولي العهد السعودي والقائد التنموي الأهم اليوم في الشرق الأوسط المهم، والذي يرافقه وفد كبير في هذه الزيارة التي سيجري خلالها توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع عدد من الشركات الأمريكية في نطاق خطة التحول الوطني التي أقرها مجلس الوزراء السعودي قبل أيام. وهي الخطة المستقبلية للخمس عشرة سنة القادمة، والتي تعتمد على الاستثمار وتنوع مصادر الدخل. فتح الباب للشركات الأمريكية الكبرى سيجود الحياة في السعودية كما سيوفر فرص عمل للمبتعثين المتخرجين في جامعات أمريكا، مما يوجد لدينا جيلاً خبيراً بإمكانه بعد خمس سنوات أن يمتلك الكثير من المهارات المهمة في الأعمال وخطوط الإنتاج. التحول الوطني هو مرحلة جديدة في تاريخ وطننا لابد أن نؤمن فيه وفي أهدافه ونعمل جميعاً على تحديدها والانطلاق لتنفيذها. وفّق الله أميرنا ولي ولي العهد محمد بن سلمان إلى خير بلادنا ومستقبلنا، وحفظ قائدنا سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن نايف، وزادهم الله توفيقاً ورد عن بلادنا كيد الأعداء والحاسدين.