انطلقت رؤية المملكة 2030 لتكون شاملة لجميع جوانب النمو المعرفي والمادي والبشري، لتأتي الهيئات المعلنة لتعزز هذه الشمولية ولعل هيئة الثقافة هي ما يهمني هنا للحديث عنها. ركزت الرؤية على تقليل الهدر المادي والبشري في الاتجاه الأفقي وعززته في الاتجاه الرأسي. ووجود الأندية الأدبية في وضعها الحالي ولائحتها المعلنة الصادمة بتحديد تخصص اللغة العربية هي أبعاد لشرائح واسعة من مثقفي ومثقفات البلد وممن لهم إسهام وإبداع ثقافي أدبي، بل قد يكون لهم الحق (بمطالبة بأندية أدبية لتخصص الاجتماعيات والعلوم والهندسة والطب والفن.... الخ!؟) وهذا التحديد سيفتح الباب لتسجيل أناس وفق مبدأين (الفزعة بين معلمي اللغة العربية.. وأحادية الرأي في الجمعية العمومية وعكس الهرم بها فبدلاً من إدارتها لمجلس ادارة النادي ووضع خططه يصبح العكس) ولعل شواهد المبدعين من تخصصات مختلفة (خارج اللغة العربية تعج بها ساحات الفكر والأدب والثقافة) سواء عالميًا أو عربيًا أو محليًا. ولتحقيق التوازن المطلوب في الاتجاه نحو الرؤية التي يديرها باحترافية عالية محمد بن سلمان أرى أن يتم دمج بين الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون (التي أغلبها في دور مستأجرو) تحت مسمى المراكز الثقافية وذلك لعدة أسباب أهمها: - وجود مبانٍ للمراكز الثقافية أو الأندية في مختلف مناطق المملكة وانتهاء الاستئجار. - استغلال الموارد المالية لتوجيهها نحو الفعل الثقافي مباشرة. - تحقيق مبدأ الشمولية الثقافية الإبداعية في المناطق متماشية مع رؤية 2030. - وضع لائحة تعنى بالفعل الثقافي لهذه المراكز تتلاءم مع مسارات الهيئة العامة للثقافة. المرحلة الجديدة من ثقافة المملكة تحتاج إلى توحيد استراتيجيات الجهات المسؤولة عن الفعل الثقافي (هيئة السياحة، هيئة الثقافة، هيئة الترفيه) فالبلد ولله الحمد يرتكز على إرث ثقافي وحضارات تستحق أن يفاخر بها وتبرز في قوالب ثقافية إبداعية. وهذا الأمر يتطلب توحيد الرؤى وتهيئة الإنسان والمكان بشكل يتناسب مع إمكاناتنا الثقافية والفكرية... إنها صناعة الثقافة ياسادة. - محمد آل هيتلة