لم تنجح لائحة الأندية الأدبية الأخيرة في منع دخول صوت القبيلة للجمعيات العمومية رغم محاولات بعض الأندية غياب هذا الصوت، فشرط المؤهل أتاح لها العبور الذي كان من المنتظر أن يقيد بالنتاج الأدبي. لائحة الأندية الأدبية التي اعتمدت قبل انطلاق الرؤية السعودية 2030، وقبل صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة عامة للثقافة، مازالت تواجه المزيد من الانتقادات وأبرز هذه الانتقادات هو الحضور القبلي في لائحة سهلة الاختراق وصولا لتشكيل جمعيات عمومية مكومة بالأهواء والميول والعصبيات. وكشفت الأيام الأخيرة في عدد من الأندية الأدبية أن الأعضاء المسجلين والذين انطبقت عليهم شروط العضوية جاؤوا بدافع فزعة القبيلة أو العائلة وليس من أجل المؤسسة الثقافية. من جانبه، يقول الدكتور ظافر الشهري: من المؤسف أن تتحول انتخابات الأندية الأدبية إلى فزعات قبلية ونعرات طائفية تشوه وجه الثقافة السعودية وتعمق الانقسامات في المجتمع. أما الكاتب شتيوي الغيثي فيقول: الملام في فضائح انتخابات الأندية الأدبية هي وزارة الثقافة والإعلام التي قدمت لائحة تسمح بالفوضى الحاصلة. ويقول منصور المليحي: «ظهور التكتلات القبلية في الجمعيات العمومية لبعض الأندية الأدبية مؤشر خطير وشاهد على رجعية تلك الأندية إذا ارتفع هذا المؤشر للهوية القبلية أكثر من الهوية الثقافية». وفيما يقول الشاعر علي فايع: «لائحة الأندية الأدبية لا تعالج الأخطاء التي وقعت فيها اللائحة السابقة»، فإن الشاعر أحمد السيد عطيف فيقول: «هناك مواد في اللائحة هي السبب في إفشال انتخابات الأندية الأدبية وتفريغها من معناها وطرح نص المادة الرابعة والمادة السادسة». ويقول المخرج زايد العقيل: إن عدوى الفزعة القبلية انتقل من المجالس البلدية إلى الأندية الأدبية مستغربا من التحشيد القبلي ل400 شخص بنادي حائل الأدبي. ويقول ماجد العنزي: الأندية الأدبية وجدت بالأصل لإبراز هوية المنطقة التي تعمل فيها ثقافيا عبر نشر الكتب والمؤلفات ودراسة الأبحاث لسياحة وتراث المنطقة وليست لتكتلات القبلية. وثمة من يرى أنها تحولت إلى جمعيات لمعلمي اللغة العربية ممن لا يملكون أي نتاج أدبي وليس أكثر، ويرى مراقبون أن شرطا واحدا كفيلا بضبط شروط العضوية وهو المؤهل الأدبي وهو الذي يحد من دخول أعضاء الفزعة من جهة ويحافظ على تشكيل جمعيات عمومية ذات صلة مباشرة بالأدب والثقافة. ترى هل تعيد وزارة الثقافة والإعلام النظر في اللائحة الحالية لاسيما وأن الرؤية الثقافية وبرنامج التحول الوطني يؤكدان على أهمية ودور الثقافة والفنون في المرحلة القادمة فاللائحة الحالية سبقت صدور الرؤية 2030.