لا يزال المشهد الثقافي مشغولاً بما ستتكشف عنه «هيئة الثقافة»، التي تم إعلانها منذ مدة. ففي ظل الأوضاع التي تشهدها الأندية الأدبية، خصوصاً بعد تجربة الانتخابات التي جلبت إلى الأندية من ليس لهم دراية كافية بأحوال المثقف ولا بقضاياه، والمثقفون على اختلاف تياراتهم وتباين اهتماماتهم يتطلعون إلى حلول جذرية للشأن الثقافي ومشكلاته. جاء إعلان هيئة للثقافة ليمثل إنقاذاً لما يمكن إنقاذه، على رغم أن الطموحات كانت في وزارة مستقلة للثقافة وليس فقط «هيئة»، من هنا فالآمال معقودة على من سيتسلم زمام الهيئة، وهل ستستطيع هذه الهيئة تفعيل الثقافة ووضعها في الطريق الصحيح أم لا. لا أحد يعرف بالطبع ما ستكون عليه الهيئة فلا تفاصيل كثيرة عنها، سوى أن رئيس مجلس إدارتها سيكون وزير الثقافة والإعلام. عدد من المثقفين تحدث ل«الحياة» عن مرئياتهم لما يمكن أن تكون عليه الهيئة، وكيف يرون الأندية الأدبية وانتخاباتها قبل إعلان الهيئة وبعده. العكيمي: لا بد للائحة أن تنسجم مع رؤية 2030 اللائحة الأخيرة للأندية الأدبية صدرت قبل ولادة الرؤية السعودية 2030 وتبدو الظروف الآن مختلفة عن السابق فالرؤية الجديدة منحت الثقافة والفنون والأدب حيزاً كبيراً، وأرى أن وزارة الثقافة والإعلام من الممكن أن تعيد النظر في بدء الانتخابات، لاسيما وأن اللائحة واجهت انتقادات كبيرة لأنها سمحت لغير الأدباء بالانضمام إلى عضوية الجمعيات العمومية، وهذا سيضر بلا شك بتشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية ال16 في بلادنا. أعتقد أن مفهوم الرؤية السعودية سيعيد النظر في واقع الأندية الأدبية ويخرجها من نمطيتها التقليدية، وأؤكد هنا بضرورة تأجيل مشروع انتخابات الأندية الأدبية حتى تتضح ملامح الرؤية الثقافية السعودية الجديدة. نائب رئيس نادي تبوك الأدبي موكلي: التعجيل بهيئة الثقافة نظراً للمشكلات التي تعيشها الأندية الأدبية التي قد تزيد بسبب اللائحة إذا عرفنا أن شرط الشهادة الجامعية في اللغات وآدابها قد يدخل المئات، وغالبيتهم سيكونون ضمن تكتلات حتى لو كانت غير معلنة، فأنا أتمنى بقاء الأندية بوضعها الآن، ويستعجل في خروج هيئة الثقافة بنظامها وكادرها. وحتماً ستكون الأندية الأدبية من مهمات الهيئة وعليها تكون مراجعة اللائحة بما يخدم الثقافة والأدب ويحفظ حقوق الأدباء بعيداً عن الصراعات. شاعر قمقوم: فوضوية الأندية الأدبية أولاً وضع الأندية الأدبية قبل الإعلان عن «هيئة الثقافة» بكل أسف مزر وغير واضح المعالم، وجاءت بكل أسف لائحة الأندية الأدبية لتزيد الأمور سوءاً، ولك أن تتخيل أنني مع وضد في الوقت نفسه. مع أن يكون العمل منظماً ويخضع لأي متغيرات مستقبلية، أي أن اللائحة يجب أن تكون صالحة لأندية لا لوزارة أو هيئة أو مؤسسة أو حتى جمعية، وضد أن تعقد الانتخابات وسط هذه الفوضوية التي عليها إدارة الأندية الأدبية، التي لم تعد تحتمل مديراً يمكن أن يستمر بها وأن ينظم العمل فيها. وسأكون مؤيداً في حال استقرت «الهيئة» على إدارة معينة تدير الأندية الأدبية باتفاق إداراتها ومنسوبيها والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي. نائب رئيس أدبي عرعر الرباعي: التطلع إلى آلية جديدة بالطبع لا يمكن أن تبدأ دورة جديدة لمجالس الأندية في ظل توجه الوزارة نحو مأسسة العمل الثقافي. أؤيد التمديد وأتطلع لآلية جديدة تجعل المثقفين أكثر فعالية وحضوراً من دون أي امتياز إداري أو مالي، بمعنى إلغاء فكرة رؤساء أندية ونواب الرؤساء وبقية الزعامات. نحتاج موظفين متفرغين، وعضوية سنوية لكل فرع من فروع الأدب والفنون والتراث، وأتصور أن وزارة الثقافة ستضعنا أمام مشروع نقابي ثقافي والهيئة خطوة موفقة إن بدأت من حيث انتهى الآخرون، فمهمة المثقف إنتاج إبداع وفن لا ممارسة سلطة وجني أرباح، ولن يقطع الصراع الحالي إلا القرار الحاسم بحلحلة وتفكيك كل ما هو قائم، وفتح المجال لكل من يريد عضوية في تخصصه وإبداعه، وتكوين جمعيات مصغرة للشعر والقصة والرواية والتشكيل والمسرح والموسيقى والسينما، وكل من يدفع رسوم العضوية ينال بطاقة انتماء ويحضر ويشارك، وكل جمعية يتشكل لها اتحادات أو نقابات تنظم أدوار المناطق وتنسق الفعاليات والمشاركات وفق آلية قانونية. أديب الحربي: التوجس من الانتخابات الانتخابات الأدبية على الأبواب، وهناك من يتوجس خيفة من هذه الانتخابات، وكأنها بعبع قادم ليقضي على ما تبقى من حياة الأندية الأدبية في ظل شروط اللائحة المطاطية، فبعض المثقفين يخشى من شروط اللائحة التي ستفتح المجال لحاملي مؤهل اللغويات وآدابها الذين ليس لهم علاقة بالأدب والثقافة، ويعود نظام التطبيل للأصدقاء الأعضاء الذين وفرت لهم اللائحة فرصة العضوية العاملة، وبالتالي تفقد الأندية القيادات الأدبية الفاعلة التي بإمكانها إعادة ما أفسده نظام «الفزعة» في المرحلة الماضية. ويرى بعضهم أن تتريث وزارة الثقافة قليلاً وتؤجل الانتخابات حتى يتم تأسيس هيئة الثقافة وتحدد مهماتها وتشرع في أعمالها التي يؤكدون أن الأندية الأدبية ستكون من ضمن أولوياتها، هذه الآراء التي تطرح مطالبتها بتأجيل الانتخابات في الأندية، دافعها العاطفة، والخوف على مسيرة الأندية الأدبية. ولا أرى أن هناك ما يخيفهم حتى مع شروط اللائحة المجحفة التي تم بناؤها على رؤى لجان تتكون من أدباء وأكاديميين معظمهم من خريجي اللغات وآدابها، لا أريد أن أتهمهم بالانحياز لتخصصهم أو لفئة معينة من الجامعيين من دون الجامعيين الآخرين، إنما في الحقيقة شروط اللائحة غير منصفة، وعلى الوزارة أن تعيد النظر فيها بالطريقة التي ترضي الجميع، ولا أرى تأجيل الانتخابات حتى يتم تأسيس هيئة الثقافة للنظر في مطالب المثقفين المتضررين من شروط اللائحة التي أقصتهم عن المشاركة في الفعل الثقافي مع قدرتهم على ذلك. شاعر خليل: نريد فعلاً يليق بالمثقف في الحقيقة لا تهمني الانتخابات إن قدمت أو أجلت إلى ما بعد قيام الهيئة. وأعتقد أن هذا الشعور لدى طيف كبير من المثقفين، إذ إن الأهم من كل ذلك هو أن نرى فعلاً ثقافياً يليق بمكانة وحجم المثقف السعودي وبوطنه.. أما الانتخابات فلنا الآن نحو عقد نخوض فيها ما بين لوائح وانتخاب وطعون وأحكام ولم يضف كل ذلك للثقافة إلا الهوان والنعاس.. وأرجو من الوزير الشاب الدكتور عادل الطريفي أن يلتقي بالمثقفين من كل أرجاء الوطن، يستمع إليهم ويستمعون إليه لإنضاج رؤية ثقافية متكاملة تخدم واقعنا وأجيالنا وتثبت منجزنا الفكري على خريطة العالم، بدلاً من الصورة النمطية التي الصقت زوراً بالمجتمع السعودي. نائب رئيس نادي أبها السابق الدميني: لن تضيف شيئاً للأندية لا أعتقد أن هيئة الثقافة ستضيف شيئاً للأندية الأدبية ولا لفضائنا الثقافي إلا إذا تبنت مشروعاً ثقافياً جديداً. أما انتخابات الأندية الأدبية فلا بد أولاً من تعديل شروط العضوية، وآليات تسجيلها في الأندية الأدبية لكي نضمن أن تكون خاصة بالأدباء والمبدعين والمهتمين بهذا الحقل تحديداً، لكيلا تتحول الجمعية العمومية إلى ساحة «للفزعة» القبلية أو الصحوية. وقام أكثر من عشرة أدباء في المنطقة الشرقية برفع خطاب إلى وزير الثقافة والإعلام يطالبون فيه بضرورة تعديل شروط العضوية، والتحقيق في تجاوزات تسجيل العضوية السابقة التي ارتكبتها بعض إدارات الأندية الأدبية، ولكن لم يتم الرد علينا مع الأسف منذ أربعة أشهر. شاعر