يُعاب على المشاهد العربي والخليجي خصوصاً، أنّه يُعامل مسلسلات رمضان وبرامجه مثل مباريات كرة القدم المباشرة، التي يعيشها المشجع، ويخشى أن تفوته مُتابعة (هجمة مُردتة) أو (هدف تسلّل)، لذلك تجد أن حياة مُعظمنا أصابها الشلل في رمضان، فهم لا يفارقون (الشاشة) إلا للنوم أو الأكل أو الصلاة، وهذا أمر (غير صحي) ويتنافى حتى مع (روحانية الشهر) الفضيل! رمضان بات (منصة) إطلاق الأعمال الفنية العربية - سواءً اتفقت أو اختلفت مع هذا - تتسابق القنوات الفضائية والمنتجين والممثلين وشركات الإعلان ليتنافسوا (بشراسة) على أخذ نصيبهم من (كعكته الفنية)، وهذا أنتج لنا (أياماً وليالي) مُهدرة للأسف، ذهبت بنا بعيداً عن (معنى) هذه المناسبة العظيمة، أنا هنا لا أتقمّص (شخصية الواعظ)، ولكن أطرح الموضوع من زاوية اجتماعية خطيرة أثرت على حياتنا وعلاقتنا، رغم أن مُعظم المسلسلات والبرامج مُتاحة عبر (السوشيال ميديا), بل إن القنوات تتنافس حتى على (إعادة العرض) أكثر من مرة طوال ال 24 ساعة! مؤخراً قدمت الفنانة الكويتية (حياة الفهد) إعلاناً تلفزيونياً لصالح (إحدى القنوات الفضائية)العربية، تدعو فيه المشاهدين لعدم التسمُّر (أمام الشاشة) لمتابعة المسلسلات الرمضانية، مُقابل ترك واجباتهم العائلية، وقالت إن (رسيفر القناة) يُمّكنهم من حفظ العرض في الوقت المناسب لظروف المشاهد، أعلم أنّها قامت بهذا (الإعلان الترويجي) بمقابل مادي، ولكن يكفينا أن يُساهم (المشاهير) في مثل هذه الدعوة، للتواصل اجتماعياً، وتأجيل المشاهدة للوقت المناسب لظروفهم، وهذا أمر جميل جداً، وجديد على مُجتمعنا (المنغمس) أصلاً في المشاهدة الخاطئة، نحتاج مثل هذه الخطوة لإعادة جدولة (أوقاتنا) في رمضان، وعدم تضيّيع واجباتنا الأخرى! سابقاً كنا نشتكي من خطر (المحتوى) المعروض، وعدم مناسبته (لقُدسية) الشهر الفضيل، اليوم نبحث فقط عن (تأجيل المشاهدة) حتى لا تتأثر حياتنا الاجتماعية؟! وعلى دروب الخير نلتقي.