بينما قرر كثيرون متابعة البرامج والمسلسلات الرمضانية بعد شهر رمضان الكريم، لكثرتها وتداخل توقيت عرضها، اختار البعض طريقة أخرى لحل هذه المشكلة ومن بينهم سعاد الشويك التي وضعت جدولة لجميع البرامج والمسلسلات، وكان وجهتها المساندة للتلفزيون موقع «يوتيوب» الذي بات حلاً جيداً للراغبين في متابعة الكم الكبير من الإنتاج التلفزيوني في هذا الشهر الكريم. وتقول سعاد: «أتابع مع عائلتي مسلسلاً أو مسلسلين بحسب المتاح، وأعوّض ما فاتني من طريق موقع «يوتيوب» الذي أتاح لنا مشاهدة مجانية بحسب الرغبة والوقت»، وتركز في مشاهدة حلقتين متتابعتين من كل مسلسل. مشيرة إلى أنها «خطة ناجحة جداً، إذ أركز على مشاهدة حلقتين متتاليتين، وأرجع إلى الحلقات المتبقية بعد يومين وهكذا، وهو ما يجعلني أحظى بمتابعة جيدة». وتعد فترتا ما بعد صلاتي الفجر والظهر أنسب الأوقات لبدأ المشاهدة بالنسبة إلى سعاد التي تضيف: «أنا مدمنة تلفزيون، خصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي يعج بكم كبير من الإنتاج الدرامي والبرامج، وسابقاً كنت أنتظر إلى ما بعد الشهر الكريم، حتى يتسنى لي متابعة ما فاتني من حلقات، إلا أنني لم أجد المتعة التي أتمناها، لكن «يوتيوب» حل المشكلة، وأستطيع أن أتابع ما أريد في الوقت الذي أحدده، والمكان الذي أريده أيضاً». ووافق عبدالمحسن البطي ما ذهبت إليه الشويك، لافتاً إلى أن «كثيرين يعدون «يوتيوب» مرجعاً مهماً لمتابعة البرامج والمسلسلات، وحتى الأفلام»، مضيفاً: «إلى جانب متابعتي لهذا الموقع، لدي جهاز استقبال ذو خاصية التسجيل، وكل ما عليّ القيام بعمل جدولة للأوقات والقنوات والتوقيت، وأترك مهمة التسجيل للجهاز، وأتفرغ لهذا الشهر الكريم». وأردف البطي: «لم يعد خافياً على أحد ما أحدثه التلفزيون من إدمان واضح لدى الكثيرين، وجاء ال«يوتيوب» والتقنيات الأخرى لتعزز هذا المفهوم، إذ أصبح بالإمكان متابعة كل شيء في أي وقت»، مضيفاً: «هناك قنوات قامت بعمل تطبيقات تساند هذه الثورة الحديثة، ومنحت مشاهديها فرصة متابعة ما تقوم بطرحه في أي وقت، بأسلوب أرشيفي مميز، لأن معظم تلك القنوات على دراية بأهمية مواكبة التقنية». من جهته، انتقد عبدالله الحسن، وهو عضو مؤسس لإحدى شركات الإنتاج، ما أسماه ب«تساهل الشركة المشغلة ل«يوتيوب»، لكونها تسهم في شكل كبير في انتهاك الحقوق الفكرية للأعمال التي تتسابق القنوات الفضائية، لأن تكون حصرية على شاشاتها». مشيراً إلى أن المسألة فيها «انتهاك واضح، حتى أن بعض القائمين على قنوات «يوتيوب» ينقلون حلقات كاملة، ويضعون شعارهم فوق شعار القناة، وهذا تزوير يجب أن يلاحق قانونياً». مؤكداً على القنوات الفضائية أن «تلتفت إلى هذا الأمر، إما بملاحقتها القانونية لمنتهكي حقوقهم الفكرية والأدبية، والتشهير بهم أو بفتح قنوات متخصصة في «يوتيوب»، لإعادة بوصلة المشاهدة لهم، بعد أن اتجهت إلى جهات عدة». ويرى الحسن أن ما يدفع المشاهدين إلى البحث عن المسلسلات والبرامج عبر هذا التطبيق أسباب عدة، أهمها «عدم وضعه في زاوية التوقيت الإجباري، وأيضاً عدم وجود الانقطاعات المتكررة للإعلانات التجارية الكثيرة، لكن إن لم تلتفت القنوات الفضائية إلى هذا الأمر، فسيكون الوضع مقلقاً بالنسبة إليها في المستقبل». بدوره انتقد الاختصاصي الاجتماعي حسن الحماد هذا «الشغف المبالغ فيه»، ووصفه ب«المشكلة الاجتماعية»، عازياً ذلك إلى «إدمان التلفزيون، فبعد أن كان مجرد وجهة للتسلية البسيطة، أصبح الآن شغفاً لا يتوقف، ويسير معنا حتى في جيوبنا من طريق الأجهزة الذكية، وهذا أمر خطر جداً»، وذكر أنه «في السابق كان الوضع مختلفاً، وفي رمضان كنا نقتصر على ما تقدمه قناتان أو ثلاث قنوات خليجية، وتوزيع البرامج فيها يناسب العائلة باختلاف الأعمار، أما الآن فهناك أكثر من 220 قناة تتنافس في ما بينها لسرقة عيون وجيوب المشاهدين». وأوضح الحماد أن «نسبة المشاهدة عالية جداً، و«يوتيوب» أسهم في شكل كبير في تعزيز هذا التعلق والإدمان، ونرى انحساراً لكثير من العادات الرمضانية التي كنا نسعد بها في هذا الشهر مثل الزيارات والجلسات والسهرات التي تزيد من روابطنا الاجتماعية، ناهيك عما يقدم من مواد لا تناسب قدسية هذا الشهر الكريم ومكانته، والمتأثر الأكبر هم المشاهدون الذين لا يعون مدى خطورة هذه المرحلة».