تواصلت عملية تخليص مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في ظل قلق محلي ودولي من تحول المعركة إلى عملية إبادة لأهالي الفلوجة والمدن من حولها كونها تضم سكاناً من العرب السنة. وحذَّر الأزهر من الخلط بين المدنيين والتنظيمات الإرهابية واستهدافهم من قبل ميليشيات تحمل أجندات طائفية وتمارس أعمال عنف وإرهاب وتطهير ممنهج وقتل على الهوية، وأنه يبدد جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، ويحول هذه العمليات من حرب على تنظيم إرهابي لحصار للمدنيين الأبرياء. وطالب الأزهر الشريف، السلطات العراقية، بضرورة العمل على تجنيب المدنيين ويلات هذه الحرب، مشددًا على أن الزج بهم في أتون هذه الحرب يوسع من دائرة التأييد للتنظيمات الإرهابية بدلا من القضاء عليها. من جهتها تحفظت دولة الإمارات العربية المتحدة على «استخدام قوات الحشد الشعبي في تحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق». وأثارت مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي، منذ بدء عملية استعادة محافظة الأنبار وما تشملها من أقضية ومدن، قلقاً وريبة إزاء الجرائم الطائفية التي اعتادت ارتكابها. ورغم قرار رئيس مجلس الوزراء العراقي والتحالف الدولي بحصر مشاركة ميليشيات الحشد في حصار المدينة وعدم مشاركتها في الأعمال العسكرية، إلا أن مصادر متطابقة أفادت أن هذه الميليشيات شاركت في المعارك في منطقتي الكرمة شرق الفلوجة والسجر شمال المدينة. وذكرت هذه المصادر أن مسلحين من عناصر ميليشيات فيلق بدر وحزب الله العراقي، المدعومين من إيران، ارتدوا ملابس الشرطة الاتحادية وشاركوا في هذه المعارك. كما تحدثت مصادر أخرى عن وقوع انتهاكات من ميليشيات الحشد في هذه المنطقة كتفجير مأذنة وجزء من حرم الجامع الكبير في الكرمة. كذلك طالت انتهاكات ميليشيات الحشد عدداً من المباني الحكومية، منها حرق دائرة إصدار الجنسية والأحوال المدنية وسط بلدة الكرمة، إضافة إلى حرق وسلب منازل المدنيين. غير أن الأنباء عن مشاركة ميليشيات الحشد وانتهاكتها في الكرمة لم يتم تأكيدها بشكل رسمي. وشجبت هيئة علماء المسلمين في العراق بشدة إقدام مليشيا الحشد الشعبي على إحراق مسجدين في بلدة الكرمة قرب مدينة الفلوجة. وقالت الهيئة في بيان إن هذه العملية «تمت تنفيذاً لتوجيهات طائفية بتوجيه مباشر من إيران».