تباينت ردود عدد من المهتمين والمهتمات بريادة الأعمال حيال واقع ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية فمن مثمن لقرار مجلس الوزراء الأخير بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ليكون المظلة التي تنتظرها ريادة الأعمال في المملكة إلى آخر يرى ضرورة إعادة صياغة معنى «ريادة الأعمال» في ذهن الشباب قبل تطبيقه على أرض الواقع، إلى أخرى نبهت إلى حاجة السوق ومن ثم خلق المبادرات التي يحتاجها.. ترسيخ وتحفيز «الجزيرة» استطلعت آراء بعض المهتمين والمهتمات بريادة الأعمال السعودية حيث ثمن رئيس اللجنة الوطنية لشباب الأعمال بمجلس الغرف السعودية علي العثيم قرار مجلس الوزراء الأخير بإنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي ستكون هي المظلة التي تحمي وتشجع رواد الأعمال وتنمي مواهبهم وأفكارهم، وزاد: الهيئة تهدف إلى تنظيم هذا القطاع الحيوي الهام في المملكة ودعمه وتنميته وتهيئته للمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية، وترسيخ ثقافة الريادة وتحفيز العمل الحر، وتشجيع وتنمية مهارات رواد الأعمال الشباب إِذ إن كثيرًا من المبادرات التي تشجع وتحتضن رواد الأعمال تظل محدودة التأثير مقارنة بحجم الاقتصاد السعودي. وأشار العثيم إلى المعوقات الكثيرة التي تعترض طريق رائد أو رائدة الأعمال منها ما هو قبل التأسيس مثل عدم قدرة الريادي على تحويل فكرته إلى نموذج عمل ربحي وإهماله لإعداد خطة العمل وعدم القدرة على بناء فريق عمل متجانس، وافتقار الكثير منهم إلى الخبرات والتأهيل الكافي لإدارة المشروع. وأضاف: هناك معوقات أخرى كتعدد مسارات الأنظمة والإجراءات الخاصة بالتراخيص اللازمة لمزاولة النشاط، وضعف منظومة الإرشاد والتوجيه. لذا أرى أن قرار إنشاء الهيئة يلبي بلا شك طموحات شباب ورواد الأعمال لقدرتها على رسم خريطة الطريق لتمكينهم من وضع الرؤية الإستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير القطاع، ورسم خريطة الاستثمار الأمثل المتاح أمامهم، وابتكار آليات فعالة لتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة تتكامل فيها محاور التنمية من احتضان وتأهيل وتمويل. وعدد العثيم أبرز معوقات الريادة في السعودية فذكر أن انعدام التمويل إِذ تحتاج بعض المشروعات الريادية الناشئة إلى منتجات تمويلية خاصة بها، إضافة إلى عدم وجود حوافز لتمكين تلك المشروعات ودعم قدراتها التنافسية لضمان بقائها واستمرارها ونموها، كما نقل عن بعض الدراسات التي تشير إلى أن نحو 75 في المائة من المشروعات الناشئة تتعثر في السنة الأولى من عمرها، الأمر الذي يؤكد على حاجتها للدعم في هذه المرحلة. الريادة ليست الحل السحري الباحث والمهتم بشؤون الأعمال فهد الطاسان نبه إلى ضرورة خلق واقع ريادة الأعمال في السعودية قبل أن نؤسس لهيئاته وتنظيماته حين قال: حين نتحدث عن ريادة الأعمال ينبغي أن يكون الأمر الأكثر بروزًا وأهمية في «ريادة الأعمال» أنه يجب علينا عدم تكريس ثقافة الريادة لتكون حلاً سحريًا لاكتشاف الجدوى في هذه الحياة، وأنها الحل الناجع للبطالة، والطريق الأقصر للثراء. يكمن الفرق بين صاحب المشروع ورائد الأعمال من وجهة نظري في الأهداف، فهدف رائد الأعمال عادة يكون منصبًا على تحقيق شغفه الذي يريد أن يراه واقعًا ثم بعد ذلك يفكر في الربح ومن بعد ذلك في تحقيق حلم الثراء. الطاسان رفض فكرة حصر الريادة في أصحاب المشروعات الخاصة، فالريادة تتسع لتشمل كل موظف يضع بصمته، ويكون متميزًا في مجاله، وأضاف: لا أعتقد أن ثمّة مظلّة تحمي أي أحد من هؤلاء الشباب، لأنّ هذه الدعاية التي تتكرر، بمصاحبة الأمثلة الأكثر بروزًا في عالم الأعمال من حول العالم، وتُستغلّ تجاريًا كثيرًا، هي دعاية مضلّلة كرستها مفاهيم الاستغلال التجاري لأن الريادة ليست أمرًا عارضًا، ولا طفرة تغلب الواقع. الريادة، أمر يقع في ضمن منظومة المجتمع والتعليم والتربية والسقف المفتوح والدائرة القانونية التي تنظّم هذا المجموع. لا ينبغي تصوير الأمر، وكأنه تغيير حال حياة كاملة، في غمضة عين. الريادة، أن تجمع بين الأمور التي تحب فعلها، والأمور التي أنت جيّد فيها، والأمور التي تأتي بالمال.. هكذا تصبح رائدًا. الريادة تعاني في تقبل السوق لمشروعاتها وفي ذات السياق اتفقت آلاء الشريف «رائدة أعمال وصاحبة مصنع للتمور» مع ما ذكره الطاسان في عدم التعويل على المظلة وحدها، إِذ ذكرت أن المظلة التي تحمي وتشجع رائد الأعمال وتنمي مواهبه وأفكاره تحتاج إلى تكامل بين بقية الحاضنات ليتم تحقيق النتائج التي تعود بالمنفعة على واقع ومستقبل ريادة الأعمال في السعودية.. الشريف اختتمت حديثها بأن أبرز المعوقات التي تعترض واقع الريادة هو عدم وجود تمويل يخاطر بتغطية ما يحتاجه المشروع نظرًا لطبيعة المشروع الريادي الذي يعاني في تقبل السوق له..