المجزرة المستمرة ضد حلب السورية - التي تعد بمثابة جوهرة سوريا- دفعت بهذه المدينة مرة أخرى إلى الواجهة الرئيسة للحرب الأهلية، فقد قصف النظام المدينة عبر غارات جوية، وشمل القصف عيادات طبية، فيما قصف مقاتلو المعارضة الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة بالصواريخ ونيران المدفعية. مع أكثر من 100 قتيل خلال 48 ساعة أعيد تغريد هاشتاغ (حلب تحترق) مئات آلاف المرات على التويتر إلى جانب صور لجثث أطفال تم استخراجهم من تحت الركام. قال الطبيب فادي حكيم الذي يملك عيادة طبية في حي المرج التي قصفت بالأمس للتلغراف (لقد كانت أسوأ أيام شهدناها على الإطلاق). السكان بدأوا يشعرون حاليا بخوف شديد من ترك منازلهم للحصول على الرعاية الصحية حيث إن قوات النظام تستهدف المراكز الطبية عن سبق إصرار وترصد مرات متعددة. الأمر واضح جدا، على الأطباء تعليق عملهم لأن الوضع أصبح خطيرا جدا. يتابع الطبيب فادي قائلا: عندما رأيت الهجوم على العيادة شعرت بحسرة شديدة، لقد زرعت الورد في الحديقة بنفسي هناك، ليس هناك أي إرهابيين في تلك المنطقة، فقط أطباء ومرضى. بعد دقائق على قصف النظام لعيادة حكيم، أعلن عن هدنة قصيرة في مناطق أخرى من البلاد - من بينها ضواح في العاصمة دمشق وحول مدينة اللاذقية إلى الشمال الغربي. وذكرت تقارير بأن الولاياتالمتحدة طلبت أن يشمل ذلك حلب، ولكن الروس رفضوا، كما أدانت المفوضية الدولية لحقوق الإنسان الرد الدولي المشين على تصاعد العنف، واتهمت القوى الدولية التي تدعم الأطراف المتحاربة بأنها أصبحت متورطة في إراقة الدماء. في هذه الأثناء ناشد عشرات الأطباء في حلب عبر (تلغراف) الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما إنقاذ وقف إطلاق النار المتعثر، الذي قالوا إنه ينهار أمام أعينهم، وجاء في مناشدة الأطباء :9 نرجوكم الاستماع إلى المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا واتخاذ خطوات طارئة لإنقاذ اتفاقية وقف الأعمال العدائية ووضع حد للهجوم على المدنيين. وأضافوا: كأطباء نعمل على خطوط القتال في الحرب في سوريا، كنا ننظر إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه بعين من الريبة، خلال الأسبوع الماضي، ظهرت أسوأ مخاوفنا في أسوأ الظروف المروعة. المدينة تنزف. حلب التي لا زال يعيش فيها 1.5 مليون إنسان، تستعد للهجوم النهائي من قبل الجيش السوري، مدعوما بسلاح الجو الروسي. ووفقا لصحفيين، فإن روسيا حركت مدفعيتها من قواعد في سوريا خلال الأسبوعين السابقين استعدادا لذلك. في هذه الأثناء أضعف أسبوع من الهجمات الجوية المتمردين واجبر آلاف المدنيين على الهرب. حذرت صحيفة الثورة السورية الموالية للحكومة الثوار في صفحتها الأولى من أن (أم المعارك) سوف تنطلق ضدهم في الأيام القليلة القادمة. - جوسي إنسور