دعت الولاياتالمتحدة، اليوم الخميس، روسيا إلى لجم واحتواء نظام بشار الأسد في سوريا بعد قصفه مستشفى "أطباء بلا حدود" في حلب، الأربعاء، معبرة عن "غضبها الشديد" بعد هذه المجزرة. وأدان البيت الأبيض اليوم أحدث موجة من الضربات الجوية على حلب، وقال إنه "يشعر بالفزع على نحو خاص" بسبب الهجوم على المستشفى بحلب والذي أودى بحياة العشرات بينهم أطفال وأطباء. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنس: "ندين بقوة موجة الضربات الجوية والقصف التي قتلت أكثر من 60 شخصا في حلب في الساعات ال24 الماضية". من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الضربة الجوية التي نفذها النظام السوري على المستشفى في حلب "مستهجنة"، ودعت روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على الأسد لوقف الهجمات. وذكّر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأن هذا الأسلوب الذي ينتهجه النظام بتعمد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة سبق أن أسفر عن مئات القتلى. بدوره، قال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية، إن واشنطن ما زالت تجمع المزيد من المعلومات عن الهجوم الذي وقع على مستشفى تدعمه منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية، وإن عشرات القتلى سقطوا فيه على ما يبدو. وأضاف كيربي: "مرة أخرى ندعو النظام لوقف هذه الهجمات الحمقاء التي تمثل بالطبع انتهاكات لوقف العمليات القتالية". ومضى يقول إن الهجوم يحمل ملامح الهجمات التي شنتها قوات الأسد على المنشآت الطبية وعمال الطوارئ فيما سبق. وأضاف أن وقف العمليات القتالية في سوريا "معرض لخطر كبير" بسبب الانتهاكات المستمرة. يأتي ذلك ، بعد مقتل العشرات في غارات للقوات الحكومية وقصف لمسلحي المعارضة في حلب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في أكبر تهديد حتى الآن للهدنة الهشة بين الطرفين.وفقا ل بي بي سي . بينما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن حلب على شفا كارثة إنسانية. ووردت تقارير عن مقتل 20 شخصا على الأقل في غارات شنتها القوات الحكومية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. كما أفاد نشطاء بمقتل نحو 18 شخصا في هجمات لمسلحي المعارضة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في المدينة. وليلا، قتل 14 مريضا وثلاثة أطباء في قصف جوي على مستشفى في حلب، حسبما قالت منظمة أطباء بلا حدود. ومن بين القتلى في مستشفى القدس الذي تدعمه أطباء بلا حدود واحد من آخر أطباء الأطفال في المدينة. واتهمت مصادر محلية القوات الحكومية والطيران الروسي بشن الغارات. ونفى الجيش السوري استهداف المستشفى، بحسب ما أعلن التلفزيون السوري. وزاد حدة العنف في سوريا في الأيام الأخيرة، رغم الهدنة المعلنة. ويأتي تصاعد العنف وسط تقارير بأن الجيش السوري يستعد لهجوم كبير على حلب، مدعوما بغطاء جوي روسي. وهدد تصاعد العنف بتعطيل محادثات السلام التي تتم بوساطة الأممالمتحدة التي استؤنفت الشهر الماضي. ويوم الأربعاء، دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى سورياالولاياتالمتحدةوروسيا إلى التدخل "في أعلى مستوى" لإنقاذ المحادثات. "هجوم مباشر" وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة "دمر مستشفى تدعمه المنظمة في حلب. وقتل ما لا يقل عن 14 من المرضى والعاملين في المستشفى، ويعتقد أن عدد القتلى سيرتفع". وقالت المنظمة أن المستشفى كان معروفا في المنطقة المحلية، وأنه تعرض لهجوم مباشر يوم الأربعاء. ودانت المنظمة الطبية الخيرية "نتدمير مستشفى القدس، مما يحرم الناس من خدمة صحية ضرورية". وقال ناشط في موقع الهجوم، اسمه زهير، لبي بي سي إن المباني القريبة من المستشفى قصفت أيضا في الهجوم. وقال زهير "كان هجوما جويا شنه صاروخان، هجوم صاروخي مكثف من هجوم جوي روسي". وأضاف "بالقرب من المستشفى انهار مبنى مكون من خمس طوابق ولا نعلم كم عدد القتلى أسفل الأنقاض". وقالت وكالة الدفاع المدني، التي يعمل فيها متطوعون، إن المستشفى والمباني المحيطة تعرضت لهجمات متتالية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن الطبيب الذي قتل هو وسيم معاذ (36 عاما). وأضاف المرصد إن معاذ كان آخر طبيب أطفال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب وأن طبيبا آخر سيرسل ليحل محله. ولم تذكر وسائل الإعلام السورية الرسمية الهجوم، ولكنها قالت إن قصف المعارضة المسلحة أدى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة شمالي المدينة. وأدى القصف يوم الخميس أيضا إلى إصابة أربعة آخرين، حسبما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وفي الأسبوع الماضي، قتل أكثر من 100 مدني في تجدد القصف من كل من المعارضة المسلحة والحكومة في أكبر المدن السورية، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان