قالت الأممالمتحدة امس إنها قلقة بشدة من تصاعد القتال داخل مدينة حلب السورية وحولها ودعت لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان. بينما أعلن النظام تمديداً لوقف إطلاق النار في مختلف أنحاء سوريا لمدة 72 ساعة اعتباراً من أمس الثلاثاء. بينما تشكك المعارضة وفصائلها المقاتلة في نوايا الأسد من تمديد الهدنة، متهمة النظام بأنه يلجأ للمراوغة وكسب الوقت من خلال إعلان هدنة تلو الأخرى، فيما قواته تقصف المدن والبلدات السورية موقعة قتلى وجرحى بين المدنيين. في وقت يتوجه فيه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري إلى موسكو هذا الأسبوع في محاولة للتوصل مع المسؤولين الروس إلى أرضية تفاهم مشتركة حول الأزمة في سوريا، وفق وزارة الخارجية الأمريكية. طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة مجلس الأمن الدولي بالانعقاد فوراً لبحث مصير القرارات المتعلقة بالوضع في سوريا، في ظل ما تتعرض له المدن والبلدات لهجمات وقصف مستمر لا سيما حلب وداريا، وذلك خلال المؤتمر الصحافي للائتلاف في اسطنبول. كما ناشد العبدة وفقا ل«العربية» جامعة الدول العربية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وإدانة التدخلات الإيرانية والروسية. من جهته، أكد ممثل الحراك العسكري عن حلب، أسامة تلجو، أن هناك أكثر من ألف قتيل في حلب منذ إعلان وقف الأعمال العدائية. وفي السياق نفسه، أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس المحلي لمدينة داريا، فادي محمد، في رسالة صوتية خلال المؤتمر، أن قوات النظام تستمر بعمليتها العسكرية ضد داريا، مؤكداً أن قوات السد تجاوزت الأراضي الزراعية ووصلت إلى المناطق السكنية. وذكر محمد أن الأهالي ينفذون نزوحاً داخل المدينة. وفي إفادة صحفية دورية، قالت اليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم الأممالمتحدة إن كثافة الأعمال القتالية بين قوات النظام وجماعات مسلحة أدى إلى قطع الإمدادات الإنسانية والبضائع التجارية عن 300 ألف شخص في شرق حلب في حين ارتفعت الأسعار بشدة في المدينة. وفي السياق أيضا، قالت منظمة خيرية دولية وعامل إغاثة إن غارة جوية استهدفت مستشفى ميدانيا في أحسم بمحافظة إدلب السورية ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. وقال اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية الكندي إن مستشفى الشفاء كان يقدم الرعاية الصحية للسكان المحليين والكثير منهم مشردون فارون من مناطق أخرى في البلاد. وفي سوريا أيضا، قال مراقبون ومعارضون إن مقاتلين معارضين هاجموا مواقع للنظام في قلب مدينة حلب التاريخي ردا على هجوم أسفر عن قطع طريق يؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة. وجاء قصف الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة والقتال المحتدم في الشوارع بعد أيام من تقدم قوات النظام باتجاه طريق كاستلو. وكان المعارضون يعتمدون على الطريق لنقل الإمدادات والوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، حيث يعيش نحو 250 ألف شخص تحت الحصار.