بصراحة كانت كارثة لو لم يتأهل الهلال إلى دور ال16في دوري أبطال آسيا.. نعم ستكون كارثة غير مسبوقة لكن ربك ستر فما شهده البيت الهلالي خلال الأيام القليلة الماضية من غليان وامتعاض وتفكك وتجاهل أمر غير مسبوق، بل لأول مرة أشاهد تجاهلاً شرفيا وابتعادا عن البيت الأزرق، والأمر واضح أن هناك عدم رضى عن العمل المتخذ داخل البيت الهلالي، وكان الإنذار الأول هو إعلان الرئيس استقالته وابتعاده بعد نهاية الموسم من خلال رسالة مبطنه أدلى بها فضائياً مبدياً أسفه على ما وصلت إليه الأمور في ناديه. وكأني به يقول: إن من تعهدوا بدعمي ومن التزموا بمساندتي لأكون رئيساً قد أعطوني ظهورهم ولم يوفوا بوعودهم، وقد كان الشرخ واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار حيث لا يستطيع الرئيس وإدارته تسيير أمور ناديهم من دون توفير السيولة اللازمة. ناهيك عن ما وصلت إليه الديون والتي تجاوزت المائة وأربعين مليون ريال، وقد تكون المرة الأولى التي تصل مديونيات النادي الأزرق إلى هذا الرقم والذي يجيره الكثيرون إلى الإدارة السابقة التي استقالت نهاية الموسم الماضي. اليوم يستمر انشقاق الهلاليين بين مؤيد ومعارض لعمل الإدارة مطالبين بإعادة هيكلة إدارية جديدة وتجديد الدماء وإبعاد جميع من أصبح عالة على النادي خاصة من نقل ثقافة جديدة غير معهودة لبني هلال حتى إن البعض طالب بعودة اللاعب السابق والمدرب سامي الجابر, ولكن هذا أمر مستحيل فسامي لم يعد لديه الرغبة في الدخول في تجربة جديدة مصيرها بالتأكيد الفشل ولكن رغم ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية والأسابيع الفائتة بعد فقدان الأهم بطولة الدوري وكأس الملك ومن فريق واحد وبنفس الأسلوب كان لا بد أن يكون للزعيم بصمة تجعله في حضرة محبيه، وقد تحققت من خلال تأهله آسيوياً عبر الفريق الإيراني والذي استطاع الهلال رد هزيمته وثأر لنفسه وعبر للدور الثاني من خلاله، وهذا تأكيد بأن الهلاليين يستطيعون أن يتواجدوا وينافسوا وبشراسة متى ما أرادوا، وهذا ما حصل تماما مساء الثلاثاء الماضي عندما أكلوا بأيديهم، وسابقا قيل: (من لا يأكل بيده لا يشبع) ولكن تأهل الهلال ولملم جراحه والحمد لله أن العواقب أتت سليمة، ويتطلع الشارع الرياضي بأن يواصل الهلاليون تميزهم آسيوياً وأن يصلوا ويحققوا أفضل مما سبق تحقيقه. الاتحاد صديق دائم للجان الانضباط أعتقد بل أجزم أنه لا يوجد ناد سعودي سبق أن تعرض لعقوبات عديدة ومتنوعة من اللجان الداخلية أو حتى على المستوى القاري مثل نادي الاتحاد وجماهيره، وهذا أمر أصبح واقعاً خاصة في هذا الوقت، ولا يوجد مجال لعدم الاعتراف به وإقراره فقد أوقعت لجنة الانضباط عدة عقوبات بحق جماهير عميد الأندية وبعض لاعبيه لتجاوزات لم تكن وليدة اللحظة، فسبق أن أقرت لجنة الانضباط الآسيوية عدة قرارات ضد جماهير الاتحاد وحرمانها من حضور مباراة الفريق ومؤازرته وهو يلعب على أرضه بسبب تجاوزات عديدة، ولكن كان الأبرز منها قذف بعض المحتويات داخل ساحة الملعب وهذا أمر مرفوض، ولا يمكن قبوله ولا يعكس صورة للتنافس الشريف ونبذ التعصب. واليوم يتكرر المشهد مرة أخرى حيث تجاوزت الجماهير حدود الأدب العام وقامت بالتعبير عن غضبها على لاعبي الفريق وإدارة النادي بطريقة غير حضارية ولا تنم عن واقع المشجع المعتدل الذي يحمل ثقافة الفوز والخسارة، والمشكلة أن الأمر لم ينحصر على المشجع البسيط والمغلوب على أمره، بل امتد إلى بعض اللاعبين والإداريين في واقع مأساوي يدل على الضعف الإداري والتوهان والتخبط الذي تعيشه إدارة «الشيك المفتوح»، وعدم استطاعتها فرض النظام على لاعبين يعتقدون أن الكيان ملكية خاصة مستغلين من خلاله تعاطف بعض السذج من إعلاميي النادي أو جماهيره، وكان هذا جلياً من خلال تلفظ لاعب على احد رجال القانون أو دخول لاعب آخر إلى حرم الملعب بداعي السلام على لاعبي الفريق المنافس في مثالية مصطنعة وحب للظهور أمام الرأي العام لعكس الصورة المهزوزة وغير المثالية أمام الجميع. ومن خلال الأحداث والمعطيات اتضح ضعف الإدارة ومنسوبيها على مختلف الأصعدة وخضوعها وانجرافها خلف بعض المهيمنين من اللاعبين ناهيك عن الضعف المالي وقصر النظرة في التعاقدات الوهمية للاعبين وعقود الرعاية الصورية التي أصبحت مثل السراب في رمال الصحراء وقد يكون الأمر موروثا في حب الذات والمباهاة ولغة ال»أنا» والضحية في النهاية العميد وجماهيره التي أصبحت تحضر بأعداد قليلة ومن يحضر لا يستمتع باللقاء، بل فقط ينادي بأعلى صوته ويطالب برحيل الإدارة ومن فيها واللاعبين المستهلكين الذين يريدون أن يأخذوا زمنهم وزمن غيرهم بعد أن أصبحوا من الماضي. نقاط للتأمل - تأهل فريق الهلال لدوري ال16 من بين 4 فرق سعودية شاركت وجميعها غادرت من الدور الأول من التصفيات باستثناء الهلال الذي حفظ ماء وجه الكرة السعودية.. السؤال إلى متى ومشاركة الأندية السعودية دائماً ما تكون سلبية إلى حد كبير؟. - من لا يأكل بيده لا يشبع، ومن ينتظر هدايا الآخرين يعيش مضطرباً، وهذا تماماً ما حدث لفريقي الأهلي والاتحاد يلعبون ويفوزون ولكن كانوا ينتظرون هدايا من أندية أخرى، ولو كانت البداية جيدة والطموح موجوداً لما عاشوا على الأمل والرمق الأخير الذي رمى بهما خارج المنافسة. - تأهل الهلال وخرج الأهلي والاتحاد كل هذا في الجولة الأخيرة من التصفيات بينما سجل النصر اسمه أول المغادرين من الجولة السابقة وقبل الأخيرة، وهنا يتأكد أن الفوارق الفنية والمعنوية تصب في صالح الأندية الأخرى التي حسمت تأهلها من جولات سابقة رغم ضعف الإمكانيات المالية والعناصرية ولكن تتميز بالفكر الذي نفتقده مع الأسف. - حقق الأهلي دوري عبداللطيف جميل ووصل للمباراة النهائية لكأس الملك الغالية ليلعب ويتشرف منسوبوه بالسلام على راعي المباراة وهو المرشح الأقوى لحصد اللقب، وإذا ما حصل ذلك فإن أهدافه التي خطط لها ورسم عليها قد تحققت ولا يعنيه الخروج الآسيوي فقد يكون أحد أهدافه للموسم القادم بعدما ضمن مشاركته آسيوياً من وقت مبكر. - تؤكد المصادر أن عدداً من لاعبي النصر قد يسلكون الطريق الذي سلكه اللاعب إبراهيم غالب في تجديد شكواه ومطالبته بحقوقه البالغة 14مليون ريال، وتأتي هذه الخطوة بعدما فقد اللاعبون الثقة في الإدارة ومماطلتها بحقوقهم من مرتبات ومكافآت ومقدمات عقود، ويرى اللاعبون أن صبرهم قد نفد، ولم يعد لديهم طريقة لتحصيل حقوقهم سوى الجهات القانونية في اتحاد اللعبة. - انتهى موسم نادي الاتحاد بخروجه من جميع المسابقات بدون أي إنجاز، وقد لا يكون الوحيد ولكن ينفرد عن البقية بكمية الديون وكثره الشكاوي وتعدد المشاكل بين اللاعبين والإدارة أو بين الإدارة نفسها والتي شهدت استقالات أعضاء وابتعاد آخرين، ولن يصلح حال العميد في حال استمرار إدارة الشيك المفتوح والديون وصلت لأعلى رقم حيث بلغت 260 مليونا حسب حديث صاحب الشيك الوهمي. خاتمة الحمد لله وحده، والشكر له على توفيقه، فقد استقبلت مفاجآت كثيرة ووصلتني هدايا عديدة ولكن تخرج ابني (فيصل بن عبدالعزيز الدغيثر) من جامعة الملك سعود وحصوله على البكالوريوس بالهندسة الزراعية هي أحلى هدية وأعظم خبر هذا العام فإلف مبروك والحمد لله من قبل ومن بعد. و على الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.