قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا تكن يابساً فتُكسر، ولا ليناً فتُعصر). ** مشكلة الهلال الكبرى سواء في نظر عشاقه، أوفي نظر الكثيرين من المتابعين أنه المُطالب الدائم والثابت بتحقيق جميع البطولات التي يشارك أو ينافس عليها، وهذه الميزة بطبيعة الحال لم تأتِ من فراغ، وإنما هي نتاج إرث يمتد لأكثر من نصف قرن ظل خلاله صاحب اليد الطولى في تحقيق المنجزات والأولويات بكافة مستوياتها ومسمياتها داخلياً وخارجياً. ** بعيداً عن المبالغة في ضرورة الحصول على كل لقب ينافس عليه، إلاّ أن هذا هو ما ترتب عليه تلقائياً صعوبة قبول أو تقبّل رؤيته من قِبل عشاقه وقد تخلّى عن ثوابته البطولية، ناهيك عن تقبّل رؤيته (منكسراً) لا يلوي على شيء، ولاسيما وهو يمتلك من المقومات والمعطيات ما يؤهله لأن يكون بطلاً، أو في منأى عن مواطن الانكسار على أقل تقدير؟!. ** غير أن الأمور الهلالية المتكالبة والمتضافرة مؤخراً، وتحديداً خلال هذا الموسم، قد ألقت بظلالها على المشهد برمّته، فقد اختلط حابلها بنابلها، بين قصور وتقصير إداري واضح عنوانه العجز عن احتواء المشكلات بحكمة وحنكة مفترضة، وبين مدرب (صلف) و(محدود) القدرات في التعامل مع اللقاءات المفصلية بدليل النتائج، رغم أنني ممن أشادوا به وبعمله في بداية الموسم، أي قبل أن تتكشف قدراته الحقيقية، وبين عدد من عناصر الفريق الذين وضعوا أنفسهم مواضع النجوم الكبار، فأهملوا واجباتهم، وضلّوا طريق النجومية، وتحولوا بالتالي إلى (عالات)؟!!. ** أعود لمضمون أول سطر في الموضوع وهو (حكمة أمير المؤمنين) فأقول: لقد تبين من خلال ما توافر للمتابع من إرهاصات ومن مؤشرات ترقى إلى مستوى اليقين، إلى أن هناك من ظل يتشبث بمواقفه والانتصار لها، ضارباً بمصلحة الكيان عرض الحائط، وأعني هنا (دونيس) و(ناصر)، فلا الأول تعامل مع الثاني بشيء من الحكمة التي لا تفقده احترامه، ولا تفقده حقه في الاستفادة من قدراته التهديفية الكبيرة في ذات الوقت، ولا الثاني تنازل عن قناعاته المتمثلة بضرورة اللعب أساسياً، فضلاً عن تمسكه بقناعته المتمثلة بعدم تبديله أثناء المباراة لأي سبب، ليدفع الفريق ثمن عناد الثنائي من حظوظه ومقدراته، وحتى من حقه في الاستفادة القصوى من عناصره نظير ما يقدمه لها من أموال طائلة، وكأن الكيان أملاك خاصة لمدرب آثر الانتصار لنفسه ولموقفه المتصلب، ولاعب (رمى) بمصلحة الفريق وراء ظهره برفضه التنازل عن بعض قناعاته ولو من باب الوفاء.. فيما ظلت الإدارة تتفرج على فتوّات (الكسر والعصر)، سواء من خلال تعاطيها مع مشكلة الثنائي، أو تعاطيها مع (تخبيصات وابتكارات) اليوناني، أو حتى فيما يتعلق بتباين أداء بعض اللاعبين من (نجوم الغفلة)؟!. ** خلاصة القول: جُبل الهلال على ألاّ يعمّر (الجبناء) في بيئته أو محيطه، أو على حسابه، سواء إدارياً، أو فنياً، أو عناصرياً.. لهذا أنصح كل منتمٍ له تعنيه هذه الحقيقة المتوارثة سرعة مراجعة حساباته. شوارد: ** الأهلي لم يكن أفضل حالاً من الهلال سواء من حيث تأرجح الأداء والمستوى طوال الموسم، أو من حيث التفريط بالنقاط بدليل التقارب النقطي.. الفارق فقط أن الأهلاويين تنبّهوا، وتدخلوا في الوقت المناسب فأنقذوا موسمهم وحققوا حلمهم الذي ظل يراودهم لأكثر من ثلاثة عقود.. مبروك ويستاهلون، وأخصّ منهم زميلنا المهذب (عبد الملك المالكي). ** الموسم الماضي لم نشاهد (عفطة الخشم) التي عُرفت فيما بعد بحركة (أبوجلمبو)، وقلنا (قلعتها ومن اخترعها) ظناً منا بأن ممارستها الموسم قبل الماضي إنما كان نتيجة الكبت الرهيب والانتظار الطويل، غير أنها عادت للظهور الأسبوع الماضي بواسطة أكثر من سحنة أهلاوية بعضها في مراكز قيادية، وبالعودة إلى تذكّر أطراف التنافس على اللقب خلال الموسم الماضي (أهلي ونصر) والذي سبقه (هلال ونصر)، وهذا الموسم (هلال وأهلي)، يتضح بجلاء أن الهلال هو مصدر المعاناة.. ولهذا أقول لمن لم يمدّ رجليه من الهلاليين بعد: لا عذر له في ألاّ يمدّها الآن. ** لم أستغرب ثقة الأهلاويين وهم (يعِدون) بهزيمة الهلال يوم الجمعة والتأهل لنهائي الكأس على حسابه، وذلك لثقتهم بأن الموجود الآن ما هم إلاّ (هلاهيل) هلال.. طبعاً هذا المقال سيكون في حوزة الزملاء في الجريدة قبل إقامة المباراة ومعرفة نتيجتها بحكم روتين الطبع. ** ليس ذنب الأهلي أن منافسه على لقب الدوري مجرد ( هلاهيل) فقد فعلها الفتح من قبل بقيادة القصير المكير (التون خوزيه)!!. ** يقول الداهية (دونيس) إن المدربين ليسوا سبب غياب الهلال عن بطولة الدوري لخمسة مواسم، وكأن من قاموا على تدريبه جهابذة التدريب، وليسوا من عينته هو و(ريجي) و(كومباريه)!!.