شيعت عنيزة قبل أيام الفقيد محمد بن حمد المرزوقي - رحمه الله - الذي ودَّع الدنيا وفارق الحياة بعد معاناة صعبة مع المرض، وقد تنقل بين المصحات والمستشفيات بحثاً عن علاج يوقف الآلام المبرحة ودخل في الشهور الأخيرة من حياته في غيبوبة ودَّع فيها الحياة وفارق الدنيا, لقد كان الفقيد من جيل النقاء وأهل الطيبة وبياض القلوب فلم يكن ممن يضمر الكراهية للآخرين بل كان محباً للخير ساعياً لبذل العطاء النقي للجميع، ولهذا أحبه أبناء مجتمعه حباً كبيراً، ولهذا وذاك خرج في تشييع جنازته خلق كثير وجموع ضاقت بهم المساحات التي مرت بها جنازته, لقد اشتهر الفقيد - رحمه الله - بأنه كان عمدة سوق الخضار والتمور المركزي في عنيزة وشيخ الدلالين في زمانه بهذا النشاط، وقد حقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال نتيجة لعوامل كثيرة أبرزها حسن تعامله مع عملائه في السوق ومصداقيته التي صارت علامة بارزة في تعامله، وقد منح الجميع دروساً في ميادين العمل في البيع والشراء وحسن التعامل الراقي والحضاري مع الآخرين، وعندما غادر السوق مكتفياً بما قدمه من عطاء وجهد نقي بعد سنوات طوال ترك بعدها بصمات ودروس في العمل المخلص والمجتهد والذي يتسم بالنقاء وحسن التعامل, لقد أشعل رحيل الفقيد الصعب في ذاكرتي وفاة ابنه الأكبر إبراهيم - غفر الله له - قبل ما يقرب من سنتين (وهو زميل عزيز)، حيث تعرض لحادث مروري بالرياض وهو الذي أعرفه جيداً بخصاله المهذبة ونقاء سريرته - رحمه الله رحمة واسعة. أعود للفقيد الأب محمد المرزوقي - غفر الله له - لأقول بأنه خلف جيلاً من الأبناء الأتقياء الأنقياء حيث ينطبق عليهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام (أو ابناً يدعو له)، وهم ما نحسبهم كذلك إن شاء لله, لقد رحل الفقيد أبا إبراهيم - رحمه الله - فكان رحيله خسارة كبيرة داخل محيط أسرته ومجتمعه, عزائي أقدمه لأبنائه صالح وعبدالرحمن وعبدالعزيز وعبدالله وأنجالهم وشقيقاتهم، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه وعارفيه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}. - سليمان بن علي النهابي