ودعت الدنيا وفارقت الحياة بعد مرض عانت منه طويلاً، إنها زوجة عمي عبدالله بن محمد النهابي ووالدة أبنائه محمد وخالد وعبدالعزيز وشقيقاتهم (ليلى وهناء), ودعت أم محمد الدنيا بعد رحلة طويلة في المصحات والمستشفيات والمراكز الطبية المختلفة خارج المملكة وداخلها وعانت -رحمها الله- كثيراً من التنقل والترحال وتناول العلاج وما تحمله الوصفات الطبية, لقد كانت أم محمد -غفر الله لها- طيبة جداً، فهي من جيل الأوفياء الذين تمتعوا بالنقاء والعفوية، وهي الكريمة بنت الكريمة في خصالها وسجاياها، وقد اكتسبت تلك المزايا والخصال من أسرة كريمة تحب الخير وتحرص على فعله والقيام به، إنها من أسرة المرزوقي التي تعرف في عنيزة بالطيبة وحب الخير وقد أنجبت لمجتمعنا الكثير من الأسماء التي يشار لها بالبنان، غادرت أم محمد النهابي وزوجة عمي -رحمها الله- بهدوء وصمت وقد تركت جيلاً من الأبناء والبنات الطامحين والطامحات للعلياء والمتوثبين إلى أعمال الخير والبر وكل ما فيه نفع للناس والمجتمع، لقد حظيت -رحمها الله- بلقب جميل في أوساط الأسرة باسم (كريمة) وهو لقب مصدره الكرم والشهامة وكانت -رحمها الله- ولا شك تفخر والعائلة بهذا اللقب المميز (وإن كانت التسمية تعود في الأصل نسبة لأبيها عبدالكريم المرزوقي -رحمه الله). لقد كان المشهد الحزين لوداعها في جامع الراجحي ومقبرة النسيم بالرياض مؤثراً وكبيراً اختلطت فيه الدموع التي نثرتها المآقي بعبارات العزاء وكلمات الوداع, غادرت الفقيدة الحياة مكللة بدعوات الأحبة والأوفياء أن يغفر الله لها ويسكنها جناته جنات النعيم ويجعل ما أصابها تكفيراً للذنوب والسيئات. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وغفر الله لها ما تقدم من ذنبها وما تأخر، اللهم جازها بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وألهم أبناءها محمد الموظف بالتأمينات الاجتماعية، وخالد المتقاعد في التو من التربية والتعليم، وعبدالعزيز الضابط العسكري بوزارة الداخلية وبناتها (ليلى وهناء)، اللهم ألهمهم جميعاً الصبر والسلوان، سائلاً الله تعالى أن يكتب الشفاء العاجل لوالدهم عمي عبدالله بن محمد النهابي. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.