تختالُ منطقة الباحة هذه الأيام بجمال طبيعتها عقب هطول الأمطار الغزيرة على محافظاتها، حيث ظهرت أمام أعين زوارها بِحُلةٍ خضراء توشحت بها سهولها وجبالها، بجانب مشاهد حية لجريان المياه بين الأودية مشنّفة بخريرها آذان عشاق الطبيعة البِكر. ومن أشهر وديان منطقة الباحة وادي «تربة» الواقع في الجهة الغربية الشمالية من محافظة القرى بالمنطقة، ويُعد من أكبر أودية الجزيرة العربية، حيث مجراه في منطقتي الباحة، ومكة المكرمة على التوالي، ومنبعه من أعالي جبال السراة بالقرب من محافظة المندق بمنطقة الباحة. ويكتسب الوادي العديد من المقومات الزراعة والسياحة في ظل ما يتميز به من وجود الآبار والتربة الخصبة التي أسهمت في انتشار المزارع على جنباته من المهتمين بزارعة النخيل، والرمان، والعنب، والخوخ ، والذرة والشعير، وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، كما يكتنز الوادي بكثيرٍ من الأشجار الطبيعية منها: السدر ، والطلح ، والعرعر ، والشث وشجر الزيتون المعروف باسم العتم، إضافةً إلى موقعه الجاذب للعديد من أهالي وزوار المنطقة. ويحتضن وادي «تربة» العديد من المتنزهات حيث يقصده العديد من العائلات والشباب للاستمتاع بخرير الماء الزلال البارد، وقضاء أوقات ماتعة في أحضان الطبيعة الخلابة، تارةً يستظلون بأشجار الطلح والسدر، وأخرى في الهواء الطلق النقي الممزوج بذرات الماء، ويستنشقون رائحة الطبيعة من أشجار الوادي العطرية المميزة، وإعِدادهم وجباتٍ منوعة في أجواء برية خالية من التكّلف، وكذلك السباحة في بعض أجزاء الوادي. وأعرب عددٌ من الباحثين عن نسمة الطبيعة على جنبات الوادي عن سعادتهم الغامرة بقضاء أوقات جميلة في أحضان الطبيعة المنوعة مابين جريان المياه والغطاء النباتي، ورائحته التربة المُبللة، مطالبين في الوقت ذاته الجهات المعنية استغلال الوادي بالخدمات البلدية الضرورية من إنارة، وجلسات خاصة، ومظلات، يتحقق بوجودها راحة ورفاهية زائريه.