أكد نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» يوسف البنيان، أن الشركة حققت أداء إيجابيا رغم التحديات الاقتصادية في الأسواق العالمية، خصوصا فيما يتعلق بقطاع البتروكيماويات، مبينا أن «سابك» ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية في إطار مواجهة تلك التحديات. وبيّن البنيان في معرض إجابته ل»الجزيرة» أمس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة في مقرها لإلقاء الضوء على أداء الشركة للربع الأول للعام 2016، أن المحور الأول يتمثل في حرص «سابك» على استطلاع الأسواق العالمية والتحديات الخارجية وتحليلها والاستفادة منها، ولكن دون أن تكون العوامل الخارجية الدافع الرئيس فقط لتحسين وضع «سابك»، وإنما ننظر للعوامل التي تدخل ضمن سيطرة الشركة وهو ما عملت عليه خلال العام الماضي وفي بداية العام الحالي ما انعكس إيجابيا على إنتاجية «سابك»، وذلك من خلال التركيز على الموثوقية في العمليات الإنتاجية للمصانع التابعة لها وتقليل الانقطاعات التي قد تؤثر على الكميات المنتجة، وأيضا التركيز على تطوير منتجات جديدة وإعطاء السوق أكثر مرونة فيما يخص منتجات الشركة، وكذلك السعي نحو تقليل التكاليف بقدر الاستطاعة. وتابع البنيان: أما المحور الثاني فيتمثل في تسريع نمو «سابك» من خلال الاستفادة من الوضع الحالي للأسواق العالمية، خاصة أن تلمس الفرص الاستثمارية في مثل هذا الوقت أفضل مما لو كانت الأسواق أكثر نضجا، مستشهدا في هذا الصدد على أن الشركة تدرس في الوقت الراهن فرصا استثمارية في أمريكاوالصين، وأيضا في أفريقيا للتحول من البيع إلى الإنتاج هناك، قائلا إن أفريقيا «سوق واعدة رغم التحديات التشريعية»، بينما يتركز المحور الثالث الذي تعمل عليه الشركة لمواجهة التحديات، على تطوير العلاقات مع زبائن «سابك» ومعرفة احتياجاتهم، وهو ما انعكس على زيادة في المبيعات. وفي سؤال آخر ل»الجزيرة» حول انعكاس قرار السماح بإعادة تصدير الحديد على نتائج «سابك»، اكتفى البنيان بالتأكيد على أن الشركة لم تصدر أي كميات من حديد التسليح وأنها تنظر بإيجابية تجاه السوق المحلية ولا يزال ينصب تركيزها على دعم هذه السوق التي تبشر بآفاق إيجابية». وفيما يتعلق بصناعة الحديد عالميا، لفت إلى أن إعلان الصين -مؤخرا- بأنها ستعيد النظر في ثلاث صناعات مهمة جدا وهي الحديد والأسمدة والأسمنت، سيكون له انعكاسات إيجابية على الوضع العالمي لهذه الصناعات. وحول قطاع المعادن، قال البنيان: إن «سابك» تحاول تقليل تكاليف بشركة الحديد، وهذا ما تم بالفعل وبنسبة 17 بالمائة في الربع الأول من 2016، مقارنة مع الربع الرابع من العام الماضي، مضيفا أن نظرتنا المستقبلية للربع الثاني وما تبقى من العام نظرة إيجابية للقطاع، كما أكد أن الربع المقبل، وضع القطاع سيكون أفضل من الربع الأول. وقال الرئيس التنفيذي المكلف ل»سابك» إن شركته تسعى لتعزيز أنشطتها في القطاعات الأساسية التي تعمل بها وتعتزم الاستحواذ على أصول في الصين والولايات المتحدة لتحقيق أغراضها، كما تخطط للتخارج من الأصول التي لا تعزز عملياتها الرئيسية. وقال البنيان إن «سابك» تسعى إلى تنفيذ عمليات استحواذ بهدف تعزيز أنشطتها في مجال الأسمدة، وقد تعلن عن عمليات شراء في قطاعي الكيماويات والبوليمرات بحلول نهاية الربع الثالث من العام. وأضاف «نسعى إلى النمو في الصين والولايات المتحدة، ليس عبر عمليات التسويق والبيع، ولكن عبر الاستحواذات.. في مجال الكيماويات والبوليمرات -عملياتنا الرئيسية- التي نسعى إلى تقويتها»، كما تسعى إلى شراء أصول في قطاع الأسمدة خارج المملكة وفي مجالات الأمونيا واليوريا ومنتجات اليوريا المتخصصة لدعم أنشطتها في قطاع الأسمدة. كذلك تدرس بيع بعض أصولها في أنشطة البوليمرات والمنتجات المتخصصة ومن المتوقع اتخاذ قرار في هذا الشأن بحلول نهاية العام. وقال البنيان «أعتقد بنهاية العام سنكون قد توصلنا لقرار بشأن أي العمليات التي يمكن التخارج منها.. أعتقد أنها ستكون في آسيا والولايات المتحدة». وأوضح البنيان أن مبيعات «سابك» للربع الأول، تراجعت 12.4 بالمائة على أساس سنوي في الربع الأول من 2016، مضيفا أن الشركة خفضت التكاليف في وحدة الصلب للتكيف مع تباطؤ القطاع. كما بلغت مبيعات «سابك» 31.15 مليار ريال في ثلاثة أشهر حتى 31 مارس، مقارنة مع 35.56 مليار ريال في الفترة المقابلة من 2015. وقال إن إنتاج الشركة زاد 6 بالمائة في الربع الأول، مقارنة مع مستواه قبل عام. وفيما يتعلق بالديون قال البنيان: إن الشركة لا تخطط للاقتراض في الوقت الحالي بل تعمل على خفض الدين بنحو 14 مليون ريال من خلال عدم التجديد عند الاستحقاق، معبرا عن تفاؤله بقطاع البتروكيماويات في المستقبل. وقال: إن التحول الاقتصادي في المملكة سينعكس إيجابيا على القطاع وسيعزز من مكانة «سابك» في الأسواق العالمية. وحول استحقاق سندات على «سابك» بقيمة 5 مليارات ريال خلال فترة السنة والنصف المقبلة، قال نائب الرئيس التنفيذي للمالية مساعد العوهلي: إن هناك خيارين لتلك الاستحقاقات، إما التجديد أو السداد، مؤكدا أن لدى الشركة القدرة المالية لسداد المستحقات المقبلة.