الابتسامة لا تكشفها الأسنان، انظر إلى شكل (العيون) أولاً، لذا الكثير من المؤلفين والمهتمين بتحليل الشخصيات ولغة الجسد يتحدثون دائماً عن الأجزاء المحيطة بالعين، (دائرة العين) أثناء الابتسامة، كلما ضاقت كانت الابتسامة أصدق، مع ظهور انتفاخ (تحت العين)!. مؤخراً قرأت أن (غياب التجاعيد) المُحيطة بالعين، والتي تسمى (أقدام الغراب)، يدل على أن الابتسامة غير حقيقية، ولا يجب تصديق صاحبها حتى لو قهقه، عانيت كثيراً للتأكد من جدية هذه النظرية، نتيجة قلة (أعداد المُبتسمين) أصلاً في مجتمعنا؟!. الناس مكشّرة ومُتجهمة على طول الخط، الجميع (معبس) في الشارع، المدير في المكتب (لزوم الهيبة)، البائع في السوق..إلخ، حتى من يأتي ليطلب منك (سلف) حتى آخر الشهر، يأتيك وهو (مكفهر، متجهم، غير مبتسم)، يا جماعة الخير فكّوها شوي، خلونا نشوف (أقدام الغراب) على الوجوه، عشان نتأكد من صدق النوايا!. العرب تقول إن الرجل يطلب من المرأة ثلاثاً، الفضيلة في قلبها، والوداعة في وجهها، والابتسامة في ثغرها، ولوكوني (عزوبي) هذه الأيام، قررت الجلوس أمام الشاشة، و البحلَقَة في عيون (المذيعات) بحثاً عن (أقدام الغراب)، ولكنني تعوذت من الشيطان، ونفثت عن (شمالي ثلاثاً) مع ظهور أول مذيعة تقرأ الأخبار، وكأنها تُخرّج الحروف من (معدتها)، تتوسع عينها اليمنى مع تطاير الشرر، بينما تضيق اليسرى بسبب كمية الأصباغ التي على وجهها، وأيقنت حينها أن الغراب بكبره، لا يمكن اكتشافه مع ابتسامتها الصفراء. ليلة كاملة لم أشاهد في التلفاز شخصا مبتسما، سوى (طفل صغير) خرج في (إعلان..) بينما أمه، تغير ملابسه!. تأملت وجهي في المرأة، واكتشفت أنني (أنا الآخر) لا أبتسم ! نحن نقوم (بإيذاء مشاعر) من حولنا دون أن نشعر!. وعلى دروب الخير نلتقي.