تزينت مصر أمس الخميس ابتهاجا وفرحة وترحيبا بقدوم خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ،وهي زيارة في غاية الأهمية حيث ركزت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على إبراز أخبار الزيارة ،ومدى ترحيب المسئولين المصريين بالضيف الكريم. وشددت وسائل الإعلام المصرية على أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك سلمان، ستشكل مرحلة جديدة ونقلة نوعية في العلاقات بين البلدين الشقيقين وسترسي أسساً أكثر متانة وأكبر حجماً في العلاقات الثنائية. وأكدت الصحف المصرية في صدارة صفحاتها الأولى أمس على ضرورة تطوير العلاقات بين القاهرة والرياض والتي هي في تطور مستمر وترقى يوما تلو الآخر، إلى مستوى أعلى باعتبار البلدين جناحي هذه الأمة ،حيث أبرزت صحيفة الأهرام زيارة الملك. وكتب سامح عبد الله تحت عنوان «مرحبا بالملك»: مرحباً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في وطنه (ولا أقول الثاني) مصر، فالملك سلمان حين ينتقل من مدينة سعودية لأخرى مصرية لا يغادر وطنه وإنما يحل ضيفا على أهل له وأشقاء مثلما هو الأمر حين يزور السعودية مصريون مسئولون أو مواطنون عاديون، وزيارة خادم الحرمين الشريفين تأتي تتويجا لعلاقات مميزة نمت خلال الأشهر الماضية بين البلدين، ولعل المشاركة المصرية الفعالة في مناورات رعد الشمال التي وجهت رسالة قوية لكل من يفكر في المساس بأمن الدول العربية دليل واضح على ذلك. كما كتب الدكتور إبراهيم البهي في الأهرام أيضاً: في بداية تولي الملك سلمان المسئولية قالوا عنه – يقصد بعض أصحاب الشائعات - إن العاهل السعودي الجديد يختلف في سياسته تجاه مصر، بعكس ما كان يحدث من قبل، وخرجت الشائعات التي كانت تهدف لتعكير صفو العلاقة بين البلدين، ولم يلتفت الملك سلمان إلى التفاهات، وسرعان ما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارته للسعودية ولقاء شقيقه الملك سلمان في شهر مارس من العام الماضي، ليضعا حداً فاصلاً لكل ما يقال، وما كان يحاك للوقيعة بين البلدين، وتأتي زيارة العاهل السعودي لمصر تتويجاً للعلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين، لم يكن حب الملك سلمان لمصر وليد اليوم، فقد جاء متطوعاً ضمن صفوف المحاربين ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومنذ هذا التاريخ يبادله الشعب المصري حباً بحب، الذي يلمسه كل من عاش بالرياض، والتي كان أميراً لها منذ عام 1963 ولمدة خمسين عاماً، في عام 2007 جلست مع الملك سلمان في أحد الفنادق السعودية، وقت أن كان أميراً للرياض، بصحبة الزميل ماهر عباس مدير مكتب صحيفة الجمهورية بالرياض، وفي كل جلسة تجمعنا بالملك كان حديثه ينم عما يحمله قلبه من حب لمصر والمصريين، وهذه الزيارة ترجمة عملية لكل ما كان يقوله في مجلسه، حيث تشهد توقيع أكثر من عشرين اتفاقية وبروتوكولاً للتعاون المشترك بما يخدم المصالح بين البلدين الشقيقين ويساعد في تعافي الاقتصاد المصري من محنته الحالية. فيما قالت صحيفة الجمهورية إن الزيارة تمثل نقلة نوعية هائلة في العلاقات الإستراتيجية بين القاهرة والرياض، وكتب رئيس تحرير «الجمهورية» جلاء جاب الله «يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا / نحن الضيوف وأنت رب المنزل» وأضاف أن هذا هو لسان حال مصر وهي تستقبل كل عربي شقيق فما بالك وهي تستقبل اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتابع: لا أريد أن أعيد ما يعرفه الجميع عن مواقف الملك سلمان من مصر والعرب والمسلمين.. ولا قادة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمهم الله.. ولا مواقف المملكة بعد 30 يونيه، خاصة موقف الراحل الملك عبدالله رحمه الله.. فهي مواقف تتحدث عن نفسها وليست العلاقة المصرية السعودية في حاجة إلى تأكيد أهميتها وإستراتيجيتها.. ولكن هذه الزيارة بالذات تؤكد على هذه الأهمية.. بل تعطي اهتماما خاصا جدا.. لأن العلاقات المصرية السعودية ليست مجرد علاقات عربية وإسلامية فقط بل هي علاقات أيضا مصيرية.. وعلاقة وجود منذ الأزل.. الشعوب لم تعرف هنا أو هناك حدوداً أو فواصل.. فالقبائل العربية في الصعيد وسيناء والأصول العربية في كل محافظات مصر.. والأشراف وغيرهم.. والأصول المصرية الأصيلة في المملكة.. كلها تؤكد هذه الحقيقة. ولفت جلاء جاب إلى أن الجذور الثابتة في العلاقات المصرية السعودية تجعل الحوار المفتوح بقلب صادق نابع في حب وتعاون ومصير ووجود.. تجعله ضرورة لأن هناك عدة قضايا ثنائية واقليمية تحتاج إلى وضع نقاط فوق الحروف.. فالمصير الواحد.. والمصالح الواحدة تحتاج إلى ذلك لتخرس كل الألسنة التي تحاول صيداً في ماء عكر. وقالت صحيفة الأخبار تحت عنوان «استقبال حافل للملك سلمان في زيارته التاريخية لمصر» إن القمة المصرية السعودية سوف تؤدي لدعم وتعزيز العلاقات المشتركة بين القاهرة والرياض على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية كما يستعرض الزعيمان الأوضاع المتدهورة بعدد من دول المنطقة وعلى رأسها سوريا واليمن والعراق وليبيا. وقالت صحيفة الشروق إن القمة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بجانب بحث جميع الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتتوج بالتوقيع على الشكل النهائي للاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. وقالت صحيفة «المصري اليوم» إن هدية الملك سلمان لمصر تصل إلى «20 مليار جنيه استثمارات». من جانبها قالت صحيفة «اليوم السابع «إن العالم العربي يترقب زيارة العاهل السعودي، لمصر، وما ستسفر عنه من نتائج، ونقلت عن دبلوماسيين وسياسيين أن الزيارة تحمل عدة رسائل أبرزها أنها ستزيل الغموض في العلاقة بين البلدين وتقطع ألسنة المشككين، وبحث بناء نظام أمني إقليمي جديد للمنطقة في ظل التحديات الراهنة. وأوضح الدبلوماسيون أن العالم العربي لن ينصلح له حال إلا بتعاون بين مصر والسعودية، ونقلت اليوم السابع عن السفير عبد الرؤوف الريدي، الدبلوماسي المصري السابق، وسفير مصر الأسبق بواشنطن، أن زيارة العاهل السعودي هي زيارة في غاية الأهمية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها المنطقة العربية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن هناك قضايا مشتركة كثيرة وتحديات أبرزها الأزمة السورية واليمنية التي لابد من وضع حلول مشتركة بينهما. وأضاف الريدي ل«اليوم السابع» أن العالم العربي لن ينصلح له حال إلا بعد تحرك وتعاون بين الدولتين الأكبر في المنطقة، وزيادة التعاون بين القاهرة والرياض يساهم في حل مشاكل المنطقة. فيما قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة العاهل السعودي إلى مصر، جاءت في توقيت مهم، حيث ستساهم في إزالة الغموض في العلاقات بين البلدين ومواجهة جميع الشائعات التي خرجت خلال الفترة الماضية حول توتر العلاقات بين البلدين، وأضاف مرزوق في تصريح ل»اليوم السابع»، أن الزيارة ستبحث بناء نظام إقليمي أمني جديد، خاصة في ظل التحديات الهامة التي تواجهها المنطقة، والأزمة السورية واليمنية. فيما وجه عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، قطاعات الاتحاد المعنية بالتغطية الإعلامية الجيدة للزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، بشكل يتناسب مع أهمية الزيارة، وأكد الأمير أهمية التنسيق بين التليفزيونين (المصري والسعودي) حول البث المباشر المشترك لكافة تفاصيل الزيارة من تغطية حية وتبادل البث الحي وبث نشرات أخبار مشتركة من التليفزيون المصري والسعودي، وذلك من خلال التبادل الإخباري بين قناة النيل للأخبار والقناة الإخبارية السعودية، وأضاف أنه سيتم توفير كافة الإمكانات الفنية واللوجيستية لتغطية الزيارة من سيارات الإذاعة الخارجية، وضم قنوات وإذاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون في بث مشترك لحظة وصول الملك سلمان. وقال رئيس قطاع التليفزيون مجدي لاشين إنه تم التنسيق مع الجانب السعودي لإنتاج 3 سهرات، سيتم إذاعتها خلال فترة الزيارة بالبث المشترك بين القناة الفضائية المصرية والتليفزيون السعودي. أما على صعيد «السوشيال ميديا» فقد تصدر خبر زيارة الملك سلمان صفحات التواصل الاجتماعي خاصة صفحات النشطاء والمهتمين بالشأن العام ،فيما تصدر هاشتاج «الملك سلمان» قائمة الأكثر تداولا بموقع التدوين المصغر تويتر، قبل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية إلى القاهرة، واحتفى المدونون بقدوم خادم الحرمين الشريفين إلى بلده الثاني مصر، قائلين: «إن زيارة العاهل السعودي تسهم في تعزيز العلاقات المصرية – السعودية».