أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل خمسة "إرهابيين" قرب بنقردان، خلال عملية نفذتها قوة من الجيش والأمن التونسيين مساء الثلاثاء، وجاء ذلك بعد اشتباكات متقطعة جرت بالمدينة الواقعة جنوب شرقي تونس. وكانت وزارة الدفاع أعلنت أنّ دوريات عسكرية أوقفت 16 مشتبها به خلال عملية تمشيط في المدينة. وذكرت الوزارة في بيان أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنت من القضاء على خمسة "إرهابيين" في منطقة بنيري في محيط مدينة بنقردان على الحدود مع ليبيا، وحجز ثلاثة أسلحة كلاشينكوف. وأضاف البيان أن العمليّة الأمنيّة والعسكريّة متواصلة، وفي وقت سابق ذكرت الوزارة أن قوات الأمن تواصل عمليات التمشيط في المنطقة لتعقب مهاجمين هاربين، وسجل انتشار كثيف لقوى الجيش والشرطة في المدينة ومحيطها. وقالت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي إن دوي انفجار سمع في المنطقة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وجرت اشتباكات بأحد المنازل في محيط المدينة -وفق ما أكده سكان من المدينة- قبل أن تعلن وزارة الداخلية عن القتلى في صفوف المسلحين. وأكدت المراسلة أن العملية الأخيرة للجيش والأمن التونسيين قد تكون على علاقة بمعلومات أدلى بها مسلحون قُبض عليهم في وقت سابق، وكشفوا عن بعض المخططات التي كانوا ينوون تنفيذها. كما عثر الأمن على مخازن أسلحة تضم قذائف وبنادق رشاشة وقنابل، وذلك بناء على معلومات أدلى بها بعض المهاجمين الذين جرى اعتقالهم، ووصف رئيس الوزراء الحبيب الصيد الأسلحة المصادرة بالمتطورة. وفي وقت سابق الثلاثاء، وقعت اشتباكات متقطعة في منطقة جلال قرب ثكنة عسكرية خارج المدينة القريبة من الحدود مع ليبيا، وكانت هذه الثكنة هدفا للهجوم المنسق الذي شنه عشرات المسلحين فجر الاثنين، واستهدف أيضا مقرات أمنية وسط المدينة. من جهتها، ذكرت وسائل إعلام تونسية في وقت سابق الثلاثاء أن قوات الجيش والأمن قتلت ظهر الثلاثاء مسلحا واعتقلت آخر، وكان العنصران قد تحصنا داخل منزل قرب الثكنة هدوء حذر وفي حصيلة وقتية للعمليات العسكرية والأمنية بالمدينة منذ فجر الاثنين، أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع أن 36 مسلحا لقوا مصرعهم وسبعة آخرين اعتقلوا، في حين قتل سبعة مدنيين و11 أمنيا وعسكري واحد، فضلا عن إصابة 17 بين مدنيين وأمنيين وعسكريين. ونقل تلفزيون "تي أن أن" التونسي الخاص عن محافظ مدنين -التي تتبع بنقردان لها إداريا- أن الوضع بالمدينة يسير نحو الاستقرار، في وقت تستمر فيه عمليات التمشيط لتعقب مسلحين محتملين. وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أعلن الاثنين أن تونس ربحت المعركة التي دارت في بنقردان، لكنه قال في المقابل إنها لم تكسب بعدُ الحرب على "الإرهاب". وأضاف -في مؤتمر صحفي في العاصمة تونس- أن عدد من قاموا بالهجوم يقارب الخمسين، وأن التحقيقات مع سبعة مهاجمين معتقلين كشفت أنهم خططوا لإقامة إمارة لتنظيم الدولة، وتابع أن حكومته تتبادل المعلومات مع ليبيا لمكافحة "الإرهاب" نافيا استقدام قوات أجنبية. وكان رئيس الدولة الباجي قايد السبسي أكد قبل ذلك أن الهجوم كان يستهدف على الأرجح إعلان "ولاية جديدة" لتنظيم الدولة في حال أفضى الهجوم للسيطرة على مدينة بنقردان. وبسبب الوضع الأمني في بنقردان، جرى الاثنين غلق معبري راس جدير وذهيبة الحدوديين بين ليبيا وتونس، وقال مراسل الجزيرة في ليبيا محمود عبد الواحد إنه لا يسمح بالعبور في الاتجاهين سوى لأعداد قليلة.