حمل سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري، رسالة من رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، إثر لقاء تناول بحث التطورات السياسية الراهنة، بالإضافة إلى العلاقات بين البلدين. وقال السفير عسيري: إن اللقاء جاء بناء على دعوة من رئيس الوزراء تمام سلام الذي حملني رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين، وسأنقلها نصاً وروحاً إلى قيادتي الرشيدة. كما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، أمس، في مقر دار الفتوى ببيروت، السفير عسيري، بحضور الوزير المفوض في السفارة فواز الشعلان. وجرى خلال اللقاء بحث التطورات الراهنة محلياً وإقليمياً، بالإضافة إلى المستجدات المتعلقة بالعلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان. على صعيد متصل، استقبل السفير عسيري وفوداً وشخصياتٍ من مختلف المناطق اللبنانية، عبّرت عن تضامنها مع المملكة في وجه بعض الأصوات التي لا تمثل لبنان، ومنهم وزير الداخلية ووزير الصحة العامة، مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والنائب أنطوان زهرا على رأس وفد من «القوات»، وكتلة نواب زحلة برئاسة النائب جوزيف بوخاطر، ووفدا من عكار برئاسة النائب خالد الضاهر، ووفدا من «حزب الوطنيين الأحرار»، وعددا من النواب والتجمعات الحزبية والأهلية. وقال السفير عسيري، خلال الاستقبال: إن الخطوات التي اتخذتها المملكة فيما يتعلق بمطالبتها للمواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان، تعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على سلامة المواطنين السعوديين الذين يتواجدون في لبنان أو الذين ينوون القدوم إليه. وأمل السفير عسيري أن تعالج المشكلة بسرعة، وأن يكون هناك تواصل، وبالتالي نأمل كدبلوماسيين، أن تكون العلاقة على ما هو أفضل، وبالتالي مطلوب من الحكومة اللبنانية اتخاذ ما يجب اتخاذه في هذا الشأن. وأضاف قائلاً: ليس من حقنا أن نملي على الحكومة اللبنانية ما تفعله، نحن ضيوف في هذا البلد، وبالتالي نحن نحترم الحكومة والقرار اللبناني، ولكن هناك خطأ ارتكب تجاه المملكة، وأترك للمسؤولين اللبنانيين معالجة هذه المشكلة، وأردف: يعرف اللبنانيون مكانتهم لدى المملكة، فتاريخها وأفعالها تشهد بأياديها البيضاء في لبنان، ولم يأت من المملكة إلا خيرٌ لهذا البلد، ولن يأتي منها إلا خير، فهذا هو طبع المملكة وشعبها، لذا نتمنى أن يسلك الآخرون هذا الخط ويقدموا الخير للبنان، وتكون هناك وحدة صف لمصلحة لبنان. ومضى عسيري في القول: إن المطلوب من اللبنانيين العمل لبلدهم، وهذا ما نناشد به جميع القوى السياسية في لبنان على مدى التاريخ، مؤكداً أن المملكة حريصة كل الحرص على العلاقة مع الشعب اللبناني، ونتمنى كل خير للبنان ولأهله. وشدد على أن التضامن الكبير مع المملكة يعكس مدى حب اللبنانيين لها وترجمته على أرض الواقع، عندما رأينا وفوداً من كل زاوية في لبنان أتوا إلى سفارة المملكة، وعبّروا عن تضامنهم وحبهم، وما رأيناه هو استفتاء بمدى موقع المملكة وقيادتها واعتراف بفضلها على لبنان وعلى أهل لبنان. من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق: لا بد من الاعتراف بأن هناك أزمة جدية، تتعلق بمواقف حزب الله المعتدية على المملكة، لذلك القرار السعودي ليس غريباً ولا مفاجئاً. وأكد أن أفضال المملكة على لبنان أكثر من أن تحصى، وهذا ليس بحاجة إلى شهادة من أحد»، مؤملاً استعادة العلاقات الطبيعية مع دول مجلس التعاون لأن لا خيار للبنان إلا بعروبته. من جهته، أكد وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور أن كل القضايا التي تعنى بأمن العرب، تعنينا وملتزمون بالإجماع العربي، وأضاف: ملتزمون بالإجماع العربي في كل قضايا البلاد، في ظل تدخل جهات خارجية أولها إيران»، مشدداً على أن بعض الجحود اللبناني على المملكة لا يمثل كل اللبنانيين. أما نجيب ميقاتي، فقال: كنا حريصين على زيارة السفارة، ولقاء السفير عسيري، لتأكيد حرصنا على علاقة لا تشوبها شائبة مع المملكة، ونعوّل على حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإعادة احتضان لبنان كما تعودنا دائماً، بأن تكون المملكة راعية للبنان واللبنانيين، على أساس الصداقة والأخوة والاحترام المتبادل. وأضاف قائلاً: كما أننا نعول على الأطراف اللبنانية كافة، أن تعي تماماً التاريخ العميق للعلاقات السعودية- اللبنانية، وأن تحد من السجالات والمناكفات في هذه الظروف الصعبة بالذات، فمن حظ لبنان أن القيادة في المملكة بيد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يعرف تماماً خصائص لبنان واللبنانيين وما نمر به، وأنا مدرك ومتأكد أنه بحكمته ورؤيته البعيدة يمكن إعادة استيعاب هذا الموضوع واحتضان لبنان واللبنانيين.