خلال أسبوع واحد، عُرضتْ ثلاثةُ أفلام سينمائية سعودية خارج المملكة: اثنان في مهرجان برلين السينمائي، وهما «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ و»عطوى» للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، وواحد في قصر الثقافة بالقاهرة، هو فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور. لا شك أننا نعيش طفرة سينمائية شبابية، تشبه إلى حد كبير الطفرة الروائية الشبابية التي عشناها قبل عشر سنوات، التي أسهمت بعد ذلك في توجيه الشباب والشابات إلى الأفلام، نظراً لقرب هذين الفنين لبعضهما، ولتحول الشباب من ثقافة القراءة إلى ثقافة المشاهدة، بسبب التطور الهائل في تقنيات البث الرقمي، مما يجعلنا نحس بأن الفيلم صار هو الرواية المعاصرة، وهو وسيلة التعبير الإبداعية رقم 1، بلا أي منازع. المطلوب من المؤسسات الرسمية والأهلية، الوقوف مع شبابنا وشاباتنا، في معاناتهم اليومية من أجل إنتاج ما يعبر عن همومهم وتطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم. وإن لم يفعلوا، فإن مؤسسات ثقافية أخرى ستفعل ذلك، فهناك قناعة شديدة لدى الغرب، بأن شبابنا لا يقلون أهمية في مجال الإبداع السينمائي عن شباب العالم كله، وأنهم يستحقون دعماً استثنائياً، لكي يشاهد العالم كله تلك الكنوز المخبأة، وتلك التفاصيل المهمة التي لم يشاهدها أحد من قبل. وربما يكون توجه الداعمين الخارجيين لأفلام شبابنا توجهاً ثقافياً صرفاً أو سياسياً مشبوهاً. ولكي نقطع الطريق على الشك المحتمل، فإننا مطالبون بالتحرك إيجابياً تجاه السينما السعودية الشبابية، من باب أنها هي التي ستقدمنا بشكل حقيقي.