خرج المخرجون الشباب من دائرة جوائز مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا العام، مع دخول مجموعات أخرى للعمل والعرض السينمائي داخل المملكة العربية السعودية، (علماً بأن فيلم الافتتاح للمهرجان كان إنتاجاً سعودياً ولكنه من الخارج وليس الداخل)، وما كان هذا إلا دليلاً على أن الأفلام التي دخلت المسابقة والمنافسة لم تكن جديرة بالفوز أمام ما تم تقديمه للمسابقة، حيث إن الشباب المقبلين للعمل السينمائي في الدول الأخرى يعودون بعد المهرجان محملين بمشروعات ورغبة في تكثيف جهودهم (التدريبية والعملية)، لتقديم الأفضل في المرات المقبلة. أما شبابنا فكان يعود من تلك المهرجانات متحسراً على الصراع الدائر على صدر الصفحات الإعلامية حول شرعية السينما، وحق المواطن في مشاهدة تلك الشاشة التي تتيح له أن يعيش الجو السينمائي ومن خلفها المكون الثقافي الذي يمكن أن تبثه تلك الشاشة في روح المتلقي، ونستطيع من خلالها تغيير الذائقة الشبابية التي لا تملك سوى الانتقاد من قبل الآخرين، ويتساءلون دائماً، ماذا تريدوننا أن نفعل وأنتم تغلقون كل وسائل الترفيه في وجوهنا؟ أما المخرجون الشباب فأعتقد أنهم أصيبوا بمرحلة من الملل، والبحث عن ممول غائب لما ينتجون من أفلام وأفكار، وأخذتهم أيضا زهوة اليوتيوب في نشر أعمالهم مما جعلها تكون مستبعدة من جوائز المهرجانات ربما. وهم بحاجة إلى وقفة حقيقية من قبل واحدة من المؤسسات الثقافية لتفعيل نادٍ خاص للسينما في فروع جمعية الثقافة والفنون كما ذكر رئيس مجلس إدارتها سلطان البازعي مؤخراً بأن الجمعية على استعداد لتبنى هذه المواهب الصاعدة في المجال السينمائي، ومثل هذا التصريح الذي يؤكد عليه البازعي في جميع المحافل الثقافية والفنية التي يحضرها، على المخرجين الشباب عدم تركه والسعي وراء طرق أبواب الجمعية السعودية للثقافة والفنون وطرح مشروعهم كي يتم تأسيس نادي السينما داخل فروع الجمعية، فمن يعلق الجرس أولاً الجمعية أم السينمائيون الجدد؟