ظروف صعبة ومستويات متذبذبة وضغوطات كبيرة وانتقادات قوية وغيابات مؤثرة وأطروحات إعلامية محرضة وأخطاء تحكيمية (محلية) مستفزة كلها مجتمعة عانى منها فريق الهلال قبل وخلال مباراته أمام فريق الأهلي في نهائي كأس سمو ولي العهد، واستطاع الزعيم الملكي أن يتغلب عليها بالروح العالية والنوايا الحسنة، ويحصد لقب بطولة كأس سمو ولي العهد للمرة ال(13) في تاريخه، ويرفع رصيد بطولاته إلى (57) بطولة زرقاء مستحقة، أكدت أن زعامة الهلال للبطولات خلفها سر واحد، هو كبرياء الهلال الذي يدفعه دائماً إلى أن يكون في الأمام حتى وإن قلّ عطاؤه وكثر منتقدوه، أو تغير منافسوه.. نعم يا سادة يا كرام، إنه كبرياء الهلال الذي تشربه لاعبوه ومحبوه؛ فأصبحت ثقافة الفوز والزعامة عندهم عادة، وكونت لديهم مناعة ضد الانكسار أو الانحسار أو الاستسلام، وتكسرت على عتبة مجده كل المحاولات لتعثره وإيقافه، وخارت كل القوى الخارجية أمام قوته وعنفوانه، وصغرت كل الهمم عند طموحه وآماله، وتلاشت كل الآمال عند حضوره ووجوده، وعجزت كل المساعي المشروعة وغير المشروعة لإحباطه وتحطيمه.. باختصار، كبرياء الهلال هو الذي تتوارثه الأجيال في الهلال؛ فالهلال لم يكن يوماً من الأيام رهينة الجيل الواحد أو الرمز الواحد أو النجم الواحد.. فهنيئاً للهلاليين بهذا الهلال الفخر والفخم، ومرئياً على قلوب الهلاليين هذه البطولات ال(57) التي عرابها الحقيقي هو جمهور الهلال. فشل مرعي ونجح النهائي لا يمكن تسمية ووصف الأداء الذي كان عليه الحكم (المحلي) مرعي العواجي خلال قيادته مباراة نهائي كأس سمو ولي العهد بين فريقي الهلال والأهلي إلا تجربة سيئة، ومغامرة فاشلة للتحكيم المحلي في قيادة النهائيات، أنقذها فوز الهلال في المباراة حتى وإن حاول رئيس الاتحاد السعودي تمرير نجاحها والتغني بها والتطبيل لها عندما أشاد بأداء التحكيم السعودي، الذي ألغى هدفاً صحيحاً للهلال، سجله ناصر الشمراني، ولم يحتسب ضربة جزاء صريحة للاعب الهلال نواف العابد، وتجاهل الطرد المستحق للاعب الأهلي تيسير الجاسم.. وربما هذا ما يفسر تكرار أخطاء الحكام ضد الهلال!!.. حقيقة، كان الوسط الرياضي ينتظر من رئيس الاتحاد السعودي الأستاذ أحمد عيد أن يخرج ويعلن دراسة وتقييم تجربة تكليف الحكم المحلي في المباريات النهائية، ولكن - وبكل أسف - ظهر أحمد عيد وأشاد بالتحكيم السعودي في المباراة النهائية؛ والسبب ببساطة أن المتضرر الأكبر من أخطائه هو فريق الهلال!!.. بصراحة، لا يمكن أن يتقدم ويتطور التحكيم السعودي في ظل هذه الانتقائية بالإشادة والإطراء في أدائه الذي أزعم أنه لو كان فريق الأهلي هو المتضرر من قراراته لتغيرت واختلفت وجهة نظر رئيس اتحاد القدم، وقد يعتبر أن مرعي العواجي فشل في النهائي؛ لأن المستفيد من أخطائه هو فريق الأهلي؛ لأنها جريمة لا تغتفر في نظر رئيس الاتحاد أحمد عيد ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا الذي ظل صامتاً أمام اتهامات وإساءات بعض رؤساء ومسؤولي الأندية، ولكن بعد تصريح (واحد) من رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد ظهر عمر المهنا في جميع الوسائل الإعلامية لينتقد تصريح رئيس نادي الهلال؛ لأنه فقط وصف (عمل) لجنة الحكام بالسيئ!! نقاط سريعة ** في ليلة من ليالي الوفاء لهذا الوطن المعطاء، وبحضور عراب الأمن والأمان الأمير محمد بن نايف، تسابق الجميع على تكريم أبناء الشهداء؛ وهو ما جعل كل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية يفتخر ويفاخر بهذه اللحمة وتلك اللفتة الإنسانية الرائعة. ** تحدث لاعب فريق الهلال سلمان الفرج في تصريح تلفزيوني بعد المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد بين فريقي الهلال والأهلي بأن مدرب الهلال السيد دونيس اضطر إلى تغيير خطته واللعب بخطة (4-4-2) في المباراة النهائية، بعد إصابة مدافع فريق الهلال اللاعب البرازيلي ديقاو قبل المباراة.. فهل يكون هذا الاضطرار وذلك المستوى المبهر الذي قدمه لاعبو الهلال في الشوط الأول في المباراة هو وسيلة الإقناع للسيد دونيس بأن يغير من قناعاته الفنية الخاطئة، ويعود للخطة المتوافقة مع إمكانيات ورغبات لاعبي فريقه، ولاسيما أن السيد دونيس ابتكر خطته المربكة للاعبي فريق الهلال، وهي اللعب بثلاثة لاعبين في متوسط الدفاع مضطراً العام الماضي، واستمر عليها حتى كشفها وحفظها منافسوه؟! ** حاول بعض الإعلام الأهلاوي لعب دور المظلومية، وترويج أن فريق الهلال يستفيد من الأخطاء التحكيمية. وللأمانة، نجحوا في ذلك، واستطاعوا أن يرسخوا ذلك في ذهن الحكم مرعي العواجي، ويؤثروا على قراراته وقرارات زملائه، ولكن ولأن النوايا الحسنة دائماً هي من تكسب استطاع لاعب الهلال ناصر الشمراني ورفاقه أن يجهضوا تلك اللعبة، ويلقنوا لاعبي الأهلي درساً في كيفية التغلب على الخصم والحكم في آن واحد!! ** أثبت فريق الهلال علو كعبه على فريق الأهلي في المباريات النهائية بالتحكيم المحلي والأجنبي! ** يبدأ هذا الأسبوع مشوار الأندية السعودية في البطولة الآسيوية وسط تفاوت في المستويات وتباين في التطلعات واختلاف في الاهتمامات بين الأندية.. وكالعادة، سوف يتوالى خروج الأندية السعودية الآسيوي السنوي من البطولة، وتُمرر انتكاسات وخيبات بعض الأندية، بينما يتم تضخيم مشاركة الهلال، وكأن لسان حال جماهير الأندية الأخرى أن الأمل في البطل الهلال فقط؛ لأن البقية مجرد كومبارس في المشاركات الآسيوية!! ** الشرود الذهني الذي كان عليه الحكم تركي الخضير (تحديداً) في مباراة الاتحاد والقادسية، وأدى إلى ذلك الخطأ التحكيمي الكوارثي بإشهار البطاقة الصفراء ثلاث مرات للاعب القادسية، يؤكد أن مشكلة وعلة التحكيم السعودي فنية، وليست مالية!! بكل تجرد..