أكَّد صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المدينة مسؤولة عن تقديم الدعم التقني لكل مؤسسات الدولة، والدفاع المدني من الجهات التي عليها مسؤوليات كبيرة ويتطلب منها التجاوب السريع لأنها تتعامل مع أمور سريعة وهامة. وقال سموه ل «الجزيرة» خلال تدشينه أمس مشروع دراسة تحديث صافرات الإنذار بالمملكة، وذلك في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بالرياض، أن تكلفة المشروع عشرة أضعاف أقل من تكلفة لو أنها كانت مع جهات خارجية، مشيراً أن المدينة لديها قدرات متعددة في مجالات تقنية مختلفة، وهناك مجالات كثيرة للتعاون منها التعرف على المواد مجهولة المصدر التي لا يعرف طبيعتها إلا بعملية التحليل، إما في نفس الموقع أو ترسل إلى جهات لتحليلها، وكذلك استخدام الروبات في كثير من الأمور الطارئة، كذلك استخدام الاتصالات الفضائية. وقال سموه هناك عدد من التقنيات التي نعرف أن الدفاع المدني يحتاجها وهي لدى المدينة وسوف يكون هناك تعاون تتجاوز استخدام نظم المعلومات الجغرافية التي استخدمت في هذا المشروع وهي مهمة لكثير من المؤسسات في الدولة لأنها تربط المعلومة بالخريطة والمواقع للحفاظ على المعلومات للاستدلال على المواقع لسرعة الاستجابة. وأكد سموه اكتمال مشروع دراسة تحديث صافرات الإنذار بالمملكة من ناحية تحديد المواقع وبنية المعلومات المكانية المطلوبة والتعاون سوف يستمر في هذا المشروع في مراحل تشغيله في المستقبل. من جانبه أوضح مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو أن صافرات الإنذار موجودة من عام 1411 ه، والآن توسع البلد ثلاثة أضعاف التوسع الذي كان عليه عام 1411 ه، لذلك للأهمية بمكان، مشيراً أن الصافرات تتوسع مع التوسع والنمو الذي حدث في البلد. وقال الفريق العمرو درست صافرات الإنذار من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على كافة المواقع في المملكة وفي كافة التجمعات السكانية وأعدت هذه الدراسة واستكملت وتم تنفيذ جزء في بعض المواقع في كل من مدينة جدة والمنطقة الشرقية والآن جار العمل في منطقة الرياضوالمدينةالمنورة والمناطق الجنوبية ومنطقة تبوك ويتم تنفيذ هذا المشروع وفق مراحل وستستكمل بقية المراحل خلال الفترة المقبلة. وأوضح الفريق العمرو أنه لا يمكن العمل على صافرات الإنذار حالياً في ظل عدم استلام المشاريع واكتمالها بالشكل الكامل، مشيراً أالمشروع جديد ومتقدم. وقال الفريق العمرو أن صافرات الإنذار تحتوي على عدد من النغمات إلى جانب إمكانية التحدث عن طريق الصافرة للتوعية وتوجيه الأشخاص الذين يتطلب الأمر تحذيرهم ويتم التحكم فيها من خلال مراكز القيادة والسيطرة في الدفاع المدني، مشيراً أنه عندما يكتمل المشروع ستحدد نوع النغمات وهي 3 نغمات وقوع الخطر وبداية وقوع الخطر وانتهاء الخطر. وأوضح مدير عام الدفاع المدني أنه ثبت من خلال التجارب على مستوى العالم أنه ليس من الأفضل تجميع الناس في مواقع محددة ليكونوا عرضة لخطر أكبر وإنما استخدام الملاجئ الخاصة في المباني هو الأفضل. وأكد الفريق العمرو أنه عند اكتمال مشروع دراسة تحديث صافرات الإنذار بالمملكة سيتم الاستغناء عن مكبرات الصوت في المساجد، وقال لا نحتاج إلى مكبرات الصوت لأن صافرات الإنذار ستحل مكانها، ومشروع دراسة تحديث صافرات الإنذار بالمملكة كبير ويتم تنفيذه الآن بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، ونتابع هذا المشروع الذي سيكتمل قريبا. وأكد مدير عام الدفاع المدني, كلمته التي ألقاها في الاحتفال بتدشين المشروع على الجهود التي تبذلها المديرية العامة للدفاع المدني في تحديث صافرات الإنذار بما يتواءم مع احتياج جميع مناطق المملكة من صافرات الإنذار المبكر وتحديد مواقعها في المدن والمحافظات والمراكز والقرى والهجر وفق الإحداثيات الجغرافية في كل موقع. ورفع الفريق العمرو الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-, ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني على دعمهما ومتابعتهما لتنفيذ هذا المشروع. وتطرق الفريق العمرو, إلى أهمية نظم الإنذار المبكر، التي من أهمها صافرات الإنذار في تنبيه وتحذير السكان من المخاطر المحتملة في حالات الطوارئ، ووجود أداء فعال لذلك لتحقيق أهداف الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات. وأشاد بجهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بما لديها من بيانات جغرافية ومصورات فضائية وخرائط رقمية للمدن والمحافظات ونماذج الارتفاعات الرقمية للمدن والمحافظات لتنفيذ تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والتحقق الميداني لمعرفة التوزيع الأمثلوالاحتياج الفعلي من صافرات الإنذار، التي مثلت ركيزة للتعاون بين المدينة والمديرية العامة للدفاع المدني في إنجاز هذا المشروع الحيوي الذي سيتم على ضوئه إنشاء نظام الإنذار الشامل على مستوى المملكة حيث بدأ بالفعل تنفيذه بدءاً من مشروع نظام الإنذار بمحافظة جدة ويجري حالياً تنفيذ مشروعات مماثلة في الرياض والمنطقة الشرقيةوالمدينةالمنورةوتبوك تمهيداً لاستكمال تغطية جميع مناطق المملكة. وأكد مدير الإدارة العامة للحماية المدنية العميد الدكتور علي عمير بن مشاري, ومدير المركز الوطني لتقنية الاستشعار عن بعد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن سعد الفرحان, على أهمية المشروع في توفير مظلة من وسائل الإنذار المبكر للاستفادة منها في حالات الطوارئ تتولى المديرية العامة للدفاع المدني تنفيذها. وقدم مدير المشروع بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المهندس فهد الشهري, عرضاً مرئياً لمراحل وخطط تنفيذ دراسة احتياجات المملكة من صافرات الإنذار ومواقع تركيبها في جميع المدن والمحافظات والمراكز والقرى والهجر ومحطات التحكم الرئيسية بها، وكشف أنه سيتم تركيب 11 ألف صافرة إنذار بمختلف مناطق المملكة. عقب ذلك جرى تدشين المشروع, وتكريم أعضاء فريق العمل الذي أسهم في إعداد الدراسة.