استقبل المواطنون في المملكة العربية السعودية ذكرى البيعة الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -, بسعادة غامرة عمّت الجميع، وجددوا البيعة للقيادة الرشيدة - أيدها الله - بالسمع والطاعة. إن الفترة التي أمضاها الملك سلمان - أيده الله - بحساب الزمن وعمر الشعوب قصيرة لكنها بحساب الإنجازات كبيرة، وهذه الإنجازات الضخمة على المستويين الداخلي والخارجي امتداد لإنجازات أحد الرجال الذين سيخلد اسمهم التاريخ في أنصع صفحاته، بما قدموه لهذه الأرض الطاهرة وشعبها، كيف لا وهو أحد صنّاع مجد هذا الوطن وبُناته، وما نشهده من نهضة شاملة ووحدة وطنية واستقرار ما هو إلا تتويج لعطاء متدفق استمر سنين طويلة من مسيرة سلمان العزم والحزم - حفظه الله - منذ أن كان أميراً لعاصمة البلاد ثم وزيراً للدفاع ثم ولياً للعهد. لقد حافظ خادم الحرمين الشريفين على الأسس والثوابت التي قامت عليها المملكة في جميع مراحل تاريخها ابتداءً من مرحلة التأسيس بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيّب الله ثراه -، ومروراً بمراحل البناء وإكمال المسيرة والتطوير لبناء الوطن ورعاية المواطنين التي كان فيها خادم الحرمين الشريفين مخططاً ومنفذاً ومتابعاً لها. ووظَّف خبراته الإدارية الطويلة وأجرى إصلاحات كثيرة، وعلى سبيل المثال أعاد - حفظه الله - تنظيم أجهزة مجلس الوزراء، وألغى عدداً من اللجان والمجالس العليا، وقرر إنشاء مجلسين للشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتنمية. وواصل - حفظه الله - العمل بقناعته القديمة التي عبّر عنها كثيراً، وهي أن الثروة الحقيقية لهذا الوطن هي الثروة البشرية فاهتم بمنظومة الخدمات فدعم مسيرة التعليم وقرر دمج وزارتي التربية والتعليم والعالي في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم, وذلك إيماناً بأن المصلحة العامة وجودة التعليم وتطوره يتحقق من خلال التكامل بين مؤسسات التعليم في شقيّه العام والعالي، واهتم بالابتعاث وبمؤسسات التعليم ومدخلاته ومخرجاته. واهتم بالخدمات الصحية وتوفيرها بكل عدالة وتوزيعها على مختلف مناطق المملكة، وأولى أيضاً التأمين الاجتماعي والإسكان وغيرها من المسائل التي تهم المواطنين في درجة متقدمة من اهتماماته. إن من حق الشعب السعودي والأمة أن يسعد ويُعبّر عن سعادته في هذه الذكرى المجيدة، ومن حق الأمة الإسلامية أيضاً أن تحتفل بهذه المناسبة، فخادم الحرمين الشريفين قائد أمة استطاع بحكمته وصدقه وإخلاصه للدين الإسلامي الحنيف والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يوحد صفهم في هذه المرحلة التاريخية الحرجة. ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يمده بالعز والتمكين, وأن يديم على المملكة أمنها ورخاءها واستقرارها في ظل قيادته الحكيمة.