لا نشك لحظة واحدة في مقدار العبث الذي يعيشه اتحاد الكرة.. ولا نختلف على الضعف الواضح لعدم مقدرته على تسيير أعماله.. فهذا أمر ليس بالجديد؛ لأن اتحاد القدم (وُلد) ضعيفاً، واستمر كذلك.. وسيستمر على ما هو ما شاء الله له البقاء.. ما دام أن العشوائية هي شعاره.. والعبث هو سمته التي تميز بها.. وما دام أيضاً مصلحة كرتنا هي آخر اهتماماتهم.. وكأنها لا تعنيهم بشيء..! وما حدث بين رئيس لجنة الانضباط واتحاد القدم في قضية لاعبَي الأهلي والاتحاد أمان وعسيري لم يكن الحلقة الأولى من العبث الحاصل في هذا الاتحاد.. بل هو امتداد لحلقات سابقة.. جميعها كانت تؤكد أن الحال لن تسر لكل من يهمه تفوُّق كرتنا.. فالذي حدث فاق التوقع.. والاحتمالات كافة..! مع الأسف، إن ما حدث كان أكبر وبمراحل مما اعتقدنا أو تخيلنا.. فالذي حدث على يد رئيس الانضباط واتحاد القدم (بصم) بأننا لن نتقدم بكرتنا خطوة واحدة للأمام.. طالما أن عملنا يسير بتلك الصورة الهزلية.. التي نترحم من خلالها على كرتنا.. فمهازل اتحاد القدم ما زالت تعرض فصولها.. ومن يعنيهم الأمر متفرجون على ما يحدث.. بل مستمتعون به.. وذلك يمثل لنا واقعاً مؤسفاً لحال اتحادنا..! والواقع المؤسف لا يمثل ما حدث بين البابطين واتحاد القدم.. وأن هناك تعارضاً وتضارباً واضحاً بين اتحاد القدم ولجانه.. بل يمثل ما هو أهم من ذلك حينما قال البابطين إننا منحنا أمانة اتحاد القدم الوقت الكافي لإبلاغ الأندية بقرار الإيقاف.. وزاد بأنه متأكد لو أن تلك الأندية من الدرجة الأولى أو الثانية كانت ستُبلّغ بالقرارات..! هذا الكلام (الموجز) لخص كل ما يريد أن يوصله البابطين للشارع الرياضي بكلمات معدودة.. لكنها بليغة؛ إذ إنه لخص المشكلة الحقيقية في معاناتنا.. فاللوائح رغم وضوحها إلا أنها تتغير بتبدل الفرق وقمصان اللاعبين.. وتتأثر كثيراً من أجواء عدة؛ وذلك ما جعل جل القرارات متباينة.. فالضعف لا يمكن أن يقودنا في الاتجاه الصحيح الذي ننشده..! بين تركي وشكري..! كما كان متوقعاً نجح الدولي تركي الخضير في إدارة مواجهة الأهلي والاتحاد بكأس ولي العهد.. فيما أخفق زميله الآخر شكري الحنفوش في لقاء الهلال بالشباب.. في المسابقة نفسها والدور ذاته..! أما لماذا نجح هذا وفشل ذاك(؟) فإن الإجابة بالطبع تكمن في أن تركي مُنح الثقة كاملة.. كون قدراته التحكيمية تؤهله لتلك الثقة.. فهو يتمتع بالمواصفات التحكيمية الجيدة كافة.. ونجح في تجارب سابقة.. واختبارات عدة.. وفي المقابل فشل شكري كونه نال من الفرص أوفرها.. وعجز عن تطوير نفسه.. وحينما يخطئ تعاود لجنة الحكام تكليفه مرة أخرى في مباراة أكثر قوة.. وبالتالي لا يستطيع الظهور بصورة جيدة.. بل إنه يعاود الفشل بشكل أكبر فداحة من السابق..! بمعنى أن الحنفوش يفتقد القدرة التحكيمية.. ويقود المباريات بشخصية خائفة.. مضطربة.. فهو باختصار حكم مهزوز.. ومع هذا تصر لجنة الحكام على تكليفه.. وكأن الساحة خلت إلا من هذا الحكم..! ولكي يتكرر مشهد الخضير الناجح.. ولا نعرض إخفاق الحنفوش مرة أخرى.. ونوقف نزيف الأخطاء التحكيمية الفاضحة.. يجب أن تسند المباريات للحكام الذين ظهروا بصورة جيدة.. وأن لا تكابر لجنة الحكام بفرض أسماء قدراتهم ضعيفة.. فقد نالوا من الفرص أوفرها.. ولم يستفيدوا منها.. وعلى لجنة الحكام أن تستغني عنهم..! آخر الكلام أغرب استفتاء ذلك الذي قام به برنامج أكشن يا دوري في إحدى حلقاته، حينما طرح السؤال الآتي «من هو الفريق الذي سينافس الهلال والأهلي على نجومية الموسم بعد التوقف..؟». وحدد الاستفتاء ثلاثة فرق في خياراته، هي (النصر، الاتحاد والشباب). ولا أعلم هل هذا الاستفتاء جاء لتضميد الجراح أم لرفع المعنويات(؟) لله در من قال «شر البلية ما يضحك..»!