تخرج من نفسها بين ضغوطات الحياة لتهرب من تفكير به.. فتجلس ترمق الحياة.. هناك أشخاص يضحكون، ولا أعلم لماذا؟! سوى أنني حين سمعت صوت ضحكتهم شعرت بالفرح. هناك أشخاص بائسون، ولكن لم أفهم السبب! تأملتهم فتذكرت تلك المآسي والآلام.. أغمضت عيني لبرهة، وخرجت من ضلوعي تناهيد. بعدما فتحت عيني رأيت أُمًّا تداعب طفلها. ما أعظم الأمومة. وهي تبتسم له وتضحك، ولا يعلم هذا طفل مدى الألم ومدى المعاناة التي تسكن في قلب هذه الأم. محمله باحتياجي لذلك الحنان والمحبة. آه، لو كنت رجعت طفلة، يغطيني حنان أمي ولحظة الأمان معها.. كبرتُ ولم أنتبه كيف مرت السنوات من عمري وأنا في انتظار لحظات أسعد بها، التي ما زلت أبحث عنها. وبعدها وقعت عيناي على منظر جميل. خرجت من المقهى، ورأيت رجلاً يعانق أحبته. كم كانوا رائعين، وحين يداعب الهواء نسمات حبهم، وتشهد الأرض بخطواتهم، والسماء فوقهم تعلن الحرية كانت جميلة بنجومها، وكأنها «روسه» تتزين باللؤلؤ. أدركت أن السعادة تكون بقلب يحبك، يسعدك، لا يهجرك، ولا يتحمل غيابك. وبعدها ركبت سيارتي. جلست أشغل المذياع وإذا بصوت جميل يخرج منه «أغنيه لعبد الحليم.. نعم يا حبيبي نعم..».