حذر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشباب من الانسياق وراء الدعوات التي تدعو إلى الخروج مع الفئات االضالة والمناهج السياسية المضطربة . وأوصى في هذا الصدد بالالتزام بمبادئ الدين وطاعة الأبوين وعدم الخروج مع الفئات المختلة المضطربة التي لا تعلم حقيقة أمرها ولا تفهم حقيقة أمرها بل واقعها شر وبلاء وسفك للدماء وتشتيت للكلمة. وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض : ان من يدعوك إلى الخروج إلى هذه الفئات غاش لك خائن لك ليس مناصحاً لك، لأن الخروج مع هذه الفئات المختلة المضطربة المتناقضة التي لا تعلم حال أهلها بل الغالب عليها أنها فئات فاسدة من مجتمعات سيئة تتخذ تعاليم أعداء الإسلام الذين يسعون لإفساد شبابنا وانحلال أخلاقهم والقضاء على معتقدهم السليم، مشيرا إلى أن شبابنا المسلم متى ما انحرف عن عقيدته وأخلاقه سهل القضاء عليه والاستيلاء عليه، والأمة إذا ما فقدت أخلاقها وقيمها وأخلاق دينها وإسلامها تسنى لعدوها أن يمسها بسوء . وشدد سماحة المفتي من التحذير من دعاة السوء والاقتراب من الفئات السيئة وما تبثه من دعايات مضللة وأفكار سيئة وتغريدات خاطئة ملؤها الكذب والافتراء والقدح بالناس وقتلهم ونسبة إليهم ما هم براء منه، وكونوا على ثقة بالله جل وعلا وبهذا الدين القويم . وأوصى سماحة مفتي المملكة بالاهتمام بشأن الشباب ودورهم في المجتمع المسلم، وذلك بتربيتهم من الصغر حتى يشتد عودهم ويصلحوا للفتوة والقوة وتحمل المسؤولية الشرعية، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية أوكلت إلى الأبوين تربية الأبناء والبنات مستشهدا بقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )، وبقول صلى الله عليه وسلم (كلكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها). وقال سماحته إن للأبوين دورا فعالا في إصلاح أولادهم بتوفيق الله ورحمته ذلك أن الأسرة هي اللبنة الأولى التي يتربى فيها الشباب ويتلقون فيها الرعاية والتربية والتوجيه الحسن، مبينا أن تربية الشباب التربية الصالحة تحتوي على أمور، فأول ذلك وقبل كل شيء حثهم على توحيد الله وتعظيم الله جل وعلا وتنمية الفطرة الكامنة في نفوسهم، قال الله تعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وفي الحديث ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) . وحث سماحته على غرس التوحيد في نفوس الشباب وتوحيد الله وتعظيمه وتعظيم شرائعه لتقر نفوسهم بالإيمان بالله وأنه رب كل شيء وخالقه بأرضه وسمائه وجباله وسهوله وأن الخلق كلهم خلقه لا خالق غيره، قال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، ويعظم الله في نفوسهم وأن الله جل وعلا مستوٍ على عرشه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنه جلا وعلا معنا في جميع أحوالنا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قال الله تعالى (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) ، فكلما نشأ النشء على هذه الخصال وتربوا عليها وعظموا الله جل وعلا بأسمائه وصفاته وأن أقدارنا بيده وأرزاقنا بيده وكلنا فقراء إليه، قال سبحانه (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ))، ثم يربيهم على أداء فرائض الإسلام من الصلاة وأهميتها، وبيان فضلها وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام وأنها عمود الإسلام وأنه لا إسلام بلا صلاة، وأنها من أهم الأعمال، قال الله جل وعلا ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) ،بالإضافة إلى إخبارهم أن من أسباب دخول النار ترك الصلوات، ولهذا قال جلا وعلا ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين ) ويربيهم على الصيام وعلى الحج وبر الوالدين والتخلق بالأخلاق الفاضلة، تأدبهم بأدب الإسلام في أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم من النوم ودخول المسجد والخروج منه وقضاء الحاجة ليغرس في نفوسهم حب الخير والتخلق بأخلاق الإسلام، قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).