ل(ليان) التي أطبقت الأربعة عشر (ربيعاً) ولعل ذا العمر مما يزهي.. فهي طفلة العمر لكن غضة الجسم ذات أعطاف تلوّح بلا دُسر لينة الملمس لما لسحنة الطفولة بها من بقايا.. كأثر الوشم على ظاهر اليد، فلم تغب عن محياها وأن ألقت مفرداتي - التي اخترتهن بعناية - على يمّ قلبها.. ما حرك راكد عذوبتها.. ولا غرو فالغواني يغرهن بل يأتي بنيان غرورهن من القواعد. الثناء.. فنحت بها تلكم إلى الحياء ملجأ هذا وإن كان صنيعها (من احمرارها) لا يخفى لكني حرصت أن تتوشح مفرداتي بمنطق يسيرٍ.. علها أن يلفى لديها لطفاً، والأماني داخلي تُردد: عساها.. وبعدها رميت بعفو الخاطر ودون تدقيق، خوفاً أن تنفر: ما اسمك؟.. فاجأتني أنها كالمستعدة للتلقيّ أن قالت: ليا... وكأن بلعت الحرف الأخير لم استبن فأعدت السؤال فركّت: [ليآاان] جوابها هذا ولّد سؤال تبع.. وبلا تأنٍ ألقيته على صفحة سناها: بأي صف (دراسي)؟ تكلمت وجنتيها قبل أن ينطق فاها أو هي تكاد تخفي ابتسامات غالبتها: أتممت الأول متوسط.. ثم مضت لسبيلها وإن كان الخجل خالجها. هنا لم أتمالك ما بداخلي.. فتبعتها أولاً من بُعدٍ ثم اقترب فأعود الهوينا (حسب ما يسمح به المكان) الذي على غير سجية يضيق أو ينفرج، فاحاول أتصنّع -أمام من يخزنا بالنظر- أني أعرفها حتى لا أحرجها فأنادي بكل ثقة ليان.. ومن يصنع ذلك لا يوخز بريبة فالتفتت بابتسامة ممزوجة بتعابير العذارى المعروف عنهن.. لأقول هيا: تعالي وشوفي.. أرهفت لي ثم قبل أن أقطر نحوي لتتأكد بعدها أن الجو خالٍ فأعقبت لي قادمة دون أن تعقّب. وكأن تحتاط فتتلمس لي الحيلة بين نادي القوم إن وجدت ما يريب عندها أنا تبعت وجهة مسارها حتى تسمرت أمام (لعبة) شدتها وهي تمهمه حولها.. فقلت: تحبي تلعبيها؟، لم تنطق حرفاً، لكن تعابير قسماتها تقول: يا ليت وقد أطلقت لكعابها المضي من أن تحرج منيّ. هنا كدت أسحبها من يدها لولا أن أومأت بحركة تنبئ أنها ستعود وراء خطاي تبيعاً.. التقينا أمام اللعبة ابتضعت بطاقة اللعبة، فبدأت فلم تصب ومرة أخرى قاربت فأخذت منها الرمي وقذفت. فأتى على الهدف.. أجل كسبت أنا، وهي من فازت بالجائزة وأنا حظي منها دللالها. بالذات وقد أخرجت لنا الجائزة. (خاتم) محبس ليحبس القلب. وقلت لها: تفضلي. عندها أحمرت وجنتاها مما طاف عليها من الخجل طائف.. جعلها لا تدرِ ما تجيب به على حد من ردت مقلتاه يوم تلعثم فوهه. هنا لا لم أدع فرصتي وحياؤها أن يشفع لي من أي تصرف قد أبديه، فمددت يدي إلى خدها وتحسسته برؤوس أصابعي فلم تنفر.. فتماديت بكفي على خدها وأنا أقول: ما أعذبك. فإذا تعابيرها تجمعنّ عسى أن.. فيما ساحت خجلاً ومن ثم ذهبت بعينيها عني تتوارى. فأعقبت: ليان آاهٍ!، لكم أنتٍ حلوة.. ثم قفز للذهن نرجسية أحفظها لنزار: كنت اعدو في غابة اللوز.. لما قال عني، أُماه {إني حلوة} وعلى سالفيّ.. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروه قال لي: مبسمي وريقة توت ولقد قال إن ملمحي ثروة أأنا حلوة؟ وأيقظ صبية في عروقي، وشق للنور كوة .. آه / لكم ردد لي صدى هذا الفتى خرير سلسبيل أحس جريانه في عروقي وذربه المنساب بعد جدولا وولهٌ في أحاسيسي (له) ينمو وحسبه لو أن يهدي إليّ دمية.. أو قطعة سكّر لاقتنعت فكيف به وهو يلثمني بأنفاس زاهية حرىّ وصوت رخيم الذبذبات حتى أمسي في أذني وكأنه الطربُ فيما الغرور بل التغرر دفعني إلى اعتزاز أن عساه يفي (لي) ويشفّ عن غرضه ولو بلسان الحال أن عزّ المقال من أن يثري أو توارى حياءً مقاله عن واقعه.. وإن أبلغت تعابيره عن وهج إعجاب نحو ما تجد في قلوب الأحباب وما تنشر من أطياب.. خلاف ما يظهر أنها تبديه تحوطاً أو تخوفاً أن يصاب المحبوب بمرمى العيون، فللقلب على القلب دليل حين يلقاه ولا ريب وهي هتلة وليست حالة لسبيلها تمضي إذا ما أغفلت عنها عيون من الفضول تحيط الوقعة كنطاق. هذا وإن كان غالباً الهوى لا يخفى لأنه عما قريب إلا. وينفّس عنه كواتم ما يلفون ذويه من مواقف من لعد ميلاد عواطف.. لتأتي لمساتك أيها الخلّ.. أو كذا تعبّر لي (صدى) ما وقع بها حيالي، وكأنها تعني أنني بعينها أُحسن املاء فراغات ما لم يجد العذريين التعبير عنها. أو (أن حاولوا) ولم يستطيعوا أن يوافوا ما يوازي الموقف بما يبلّغ للمتلقي عن مرامي ما غشاهم /هوىً كاسراً. كفّ وقوس وسهام العشاق بلا استباق لذاك المرمى.. فتنفذ لذهن المتلقي الشغف بمعرفة ما صال وجال بلى قلب، وهذا من قبل أن تُأسره من/ يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به مع أنهن .. أضعف خلق الله إنساناً فلا... أغزر من شطر (البيت) إلا تمامه فلم أدعها يومها تمضي إلا وهي تتهادى ذاتها من أن تهوى.. مرددةً: هل أنا (حلوة)؟ - عبد المحسن المطلق