أكَّد المشرف العام على الشؤون التجارية في طيران السعودية الخاص فيصل الصديق أن سوق الطيران الخاص من أكثر القطاعات التجارية نمواً في المملكة بما يقارب 500 طائرة خاصة ستصل خلال العشر السنوات القادمة إلى 1000 طائرة، لافتاً إلى أن السوق السعودي يستحوذ على 60 % من قطاع الطيران الخاص في الخليج، الذي يشكّل 10-15% من حجم الطيران الخاص في العالم. وبيَّن الصديق أن سوق الطيران الخاص يشهد نموًا في منطقة الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة بسبب ازدياد الطلب عليه من رجال الأعمال، مضيفًا أن السفر بطائرات خاصة لم يعد أمرًا نادراً أو يقتصر على من يملك طائرة فقط، بل أصبحت شركات طيران كبرى توفر خدمات تمكّن عملاءها من استئجار طائرات خاصة. ولفت الصديق إلى أن أغلب عملاء الطيران الخاص هم رجال أعمال ومسؤولون ودبلوماسيون وأمراء وتشمل خدمات الطيران الخاص، بالإضافة إلى توفير الطائرات مع الأطقم الملاحية أيضًا توفير الصيانة والدعم الفني للطائرات المملوكة. ويتابع الصديق أن 60 % من رحلات الطيران الخاص في المملكة تكون في الغالب داخلية و40 % رحلات إقليمية ودولية وأن 70 % من الرحلات الإقليمية هي رحلات لدول عربية مثل دبي وتركيا ومصر، أما الرحلات الدولية فأغلبها إلى أوروبا وأمريكا. ويشير الصديق إلى أنه على الرغم من النمو في مجال الطيران الخاص إلا أن القطاع يواجه عددًا من التحديات بسبب وجود ما يُسمى بسوق التأجير غير القانوني (السوق السوداء) يقوده وسطاء أو سماسرة لا يملكون رخصة مزاولة الطيران ويتعاملون مع شركات طيران خاصة خارج المملكة من مناطق مختلفة من العالم وسبب وجود هذه الظاهرة كان قلة شركات الطيران في المملكة، لكن هيئة الطيران المدني تمكّنت في الفترة الأخيرة من تقليص وجود هذه السوق السوداء بعد تشريعها إجراءات صارمة ضدها وتجريمها، لافتاً إلى أن القانون في الدول المتقدمة يجرم تأجير طائرات خاصة لأفراد من جهات لا تملك الترخيص، كما أنه لا يحق للأفراد المالكين للطائرات تأجير الطائرات ولا يشمل ركاب هذه الطائرات أي تأمين. وبحسب تقرير لشركة «وينغ إكس» للطائرات الخاصة فإن السعودية تستحوذ على أكبر أسطول من هذا النوع من الطائرات في الشرق الأوسط، وقد بلغت حركة الطائرات من الرياضوجدة ومطار الملك فهد في الدمام نحو 30 ألفًا خلال 2013 . ويحتل رجال الأعمال السعوديون المرتبة الأولى خليجياً في استخدام الطائرات الخاصة من حيث عدد ساعات الطيران، إذ تراوح معدل سفره بين 150 و200 ساعة سنوياً حسب الإحصاءات الرسمية، في حين بلغ المعدل في المملكة المتحدة وأوروبا بشكل عام بين 50 و100 ساعة سنوياً. ويعود سبب ميل السعوديين لاستخدام الطائرات الخاصة في رحلاتهم الداخلية للخيارات المحدودة للرحلات الداخلية في الطيران التجاري التقليدي. وبالنسبة لتكلفة استئجار طائرة خاصة فإنها تعتمد على نوع الطائرة ومدة استئجارها وعلى سبيل المثال فإن تكلفة السفر من الرياض إلى جدة على متن طائرة بثمانية مقاعد تبلغ 16 ألف دولار و27 ألف دولار ل13 إلى 14 مقعداً ليوم واحد فقط وتقوم شركات الطيران باحتساب التكلفة استناداً إلى طاقم الطائرة والوقود والطعام والتصاريح ورسوم الهبوط.