إذ ما حس مخلوق بأن الجوف مخنوق سيبحث عن مكان رحْبْ به يتنفس الصعداءْ، مكان كان مكشوفا به الأنفاس لا تُذكرْ ولكن ماذا يفعل كائنا قد كان مخنوقا وتخنقه سمًا وهواء؟ْ (2) مشيت الدرب مرتحلا بلا وطن.. ولا منفى ولا أدري إلى أينَ مآلي حين يتعبني مساء حل في دري وجاء البرد يقرصني، ولا ندفا فلا أقوى على السير ولا أقوى بأن أبقى ويأبى الوجد أن أغفى (3) حملت الحلم في صدري رؤايَ الشاكيات أسىً رؤاي اليوم يا نزفى وأحلامي بأضلعنا فلا تُشفي ولا تُشفى فلا الجنات ترغبني ولا النيران. أنا الأشياء قاطبة ولكني بلا (أني) أنا معزوفة الأشواق في قلب تذوقة الحب عذراءُ بدرب الحب عذراءُ (4) أنا الرعشات في قلب فتىً أنا دمعات أم سافر ابن لها للحرب مفتديا وقيل لها بعد الحرب أن الابن قد ماتَ أنا دمعات تلك الأم إذ دخل الفتى حيًا ولم يُقتل.. ولكن تاه في الضوضاء لم يُقتلْ أنا قبر من الأزل إلى الأبد.. ينتظر المماتُ ليقطنَ القبرَ.. أنا قبرٌ ولكن لست منتميا فيْ فيّ إليّ أنا. وأكتب في مكاتيبي إذا مارمت أرسلها تحايا طيباتٍ بعض آلامي ولا أوطان في الوطنِ ولا أوطان في المنفى ولا منفى وصورتيَ سأرفقها وقد عانقت طول الدرب مرتحلا. - سلمان الشثري