رحَّبت المملكة العربية السعودية بالتوصُّل إلى تشكيل حكومةٍ في ليبيا للوفاق الوطنيّ، مُتطلعةً إلى تمكُّن أعضائها من إعادة الأمن والاستقرار إلى بلادهم، في وقتٍ عبَّرت الجزائر عن موقفٍ مماثل. وأبدت وزارة الخارجية السعودية أمس الأحد ارتياحها لنتائج الجهود التي بذلتها الأممالمتحدة والمجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاق تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأعربت الوزارة، على لسان مصدر مسؤول، عن تمنيات المملكة «بأن تستطيع هذه الحكومة إعادة الأمن والاستقرار إلى الجمهورية الليبية الشقيقة». في الإطار ذاته؛ دعت الجزائر جميع السياسيين الليبيين إلى دراسةٍ متمعنة ومسؤولة للمقترحات والتوصيات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن بلادهم «لتسهيل التوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة والحفاظ على المصالح الوطنية ليتسنى الشروع في مسار المصالحة والسلام». وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية دعمها اتفاق تشكيل حكومة الوفاق الذي أفصح المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، برناردينو ليون، عن تفاصيله فجر الجمعة في مدينة الصخيرات المغربية. واعتبرت الوزارة ما أورده ليون أمراً واقعياً وذا مصداقية. ووصف المتحدث باسمها، عبدالعزيز بن علي الشريف، الحكومة المقترحة ب «فرصة تاريخية»، داعياً إلى «قبول الحلول الوسطى التي لا بديل عنها» لإبعاد ليبيا عن المخاطر التي تحدق بها. وحذَّر المتحدث، في تصريحاتٍ صحفية، من «استمرار الوضع على ما هو عليه، حيث من شأنه تشجيع انتشار الإرهاب وبروز مخاطر كبرى على أمن المنطقة»، لافتاً إلى التزام بلاده بمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة «لضمان فترة انتقالية هادئة». وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي إثر هبَّة شعبية في عام 2011 انقساماً سياسياً وصراعات مسلحة ما تسبب في انشطار السلطة العام الماضي بين حكومة وبرلمان في طبرق «شرق» يحظيان باعتراف المجتمع الدولي وحكومة وبرلمان في العاصمة طرابلس «غرب» لا يتمتعان بحضور خارجي. وعقد برناردينو ليون، وهو ديبلوماسي إيطالي سابق، جلسات للحوار بين الأطراف المتنازعة في مدينة الصخيرات المغربية.