برأيي أن الوقت قد حان، ليتم تحويل عمل إمام (المسجد أو الجامع)، إلى (وظيفة عامة) خاضعة لضوابط الخدمة المدنية، بالتفاهم مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أسوة بالوظائف الشرعية الأخرى، مثل (الدعاة)، و(المُرشدين)، و(المُوجهين)، والقضاة، ورجال الحسبة ..!. كيف ننتظر من المسجد أن يقوم بدوره في الحي؟ أو نتطلع (لخطبة مُتقنة) ولدى كل من الإمام والخطيب والمؤذن (وظيفه أخرى)، والتزامات مهنية، ومصالح يجري خلفها، مما يعني أن الآذان، أو الإمامة، أو الخطابة، هي (عمل إضافي) له أجر مقطوع، بل إن مُكافأة الإمام ثابته، لا تزيد سنوياً، وليس له حقوق ومزايا مالية، أو إجازات، أو تقاعد، بقاء الوضع على ما هو عليه، لن يجعلنا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، في وقت نحن أشد فيه من أي وقت آخر ( لعودة ) دور المسجد في ظل التحديات الفكرية، والأمنية التي نعيشها !. المُتقاعدين من المؤهلين، والعاطلين من المؤهلين، وطلاب العلم، يمكنهم أن يشغلوا هذه الوظائف، ويتفرغوا للمسجد تماماً، للقيام بدور الإمامة والخطابة (بالشكل المطلوب) والمُنتظر، الذي نتطلع له، حيث يمكن مُراقبة أدائهم، وتنشيط دورهم!. ماذا تنتظر من (إمام أو خطيب) مشغول طوال الوقت، وقلبه مُعلق (خارج المساجد ) بدلاً تعلقه بها، فهو يعمل في أكثر من وظيفة - اللهم لا حسد - فتجده مُعلماً، وإماماً، ومأذون أنكحه، وربما أنه مُتخصص في التعقيب (لتقسيم التركات)، ومُتابعة شؤون الورثة، وعضواً في جمعية، ومُشرفاً على عمل خيري، ومُساهماً في مشروع تجاري... إلخ، وإذا دخل الوقت، بالتأكيد أنه سيكون بعيداً عن المسجد، وإن حضر فهو يؤدي الصلاة على عجل، دون معرفة أحوال المُصلين..؟!. إمام المسجد (عمله عظيم)، وليس أقل من غيره، ويجب أن نتعامل مع واجبه بالجدية المطلوبة، نشترط التفرغ التام له، ليكون بالفعل قدوة حسنة، يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ليُعزز الروابط بين جماعة المسجد، ويتفقد أحوالهم، ويحل مشاكلهم، ويكون مرجعاً في تنمية الحي من الناحية الاجتماعية، والأمنية، والأخلاقية..!. هل نحن عاجزون عن (تفريغ) الأئمة والخطباء، لهذه الوظيفة النبيلة؟ أم أن هناك من المُستفيدين من لا يؤيد التفرغ، ويُحاربه أصلاً؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.