وفقا لوزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن، فإنه يجري افتتاح أقسام خاصة لتخصص ( إمامة مسجد) و(خطيب جامع) و(مؤذن) في معظم الجامعات الأردنية، لتخريج المؤهلين الحاصلين على مؤهلات شرعية، وسد احتياج مئات المساجد هناك بالأشخاص الأكفياء والمتخصصين في هذا المجال!. لدينا لازال إمام المسجد أو خطيب الجامع يُعين من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بشروط بسيطة، أهمها اتفاق جماعة المسجد على القبول به بغض النظر عن مؤهلة وقدرته على إدارة المسجد أو الجامع كمنارة إسلامية هامة، نحن لا نهتم بالمهارات الخطابية، وسلامة النطق، والقدرة على إدارة الحوار، وترتيب الأفكار لتقديم الخطبة المفيدة. والعناية والعصرية بما يقدم للمصلين من جماعة المسجد؟! صحيح أننا نملك معهد للأئمة والخطباء بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولكن مخرجاته هي ما نراها اليوم في مساجدنا، وهي بالعموم غير مرضية وتحتاج لتحرك جدي وتغيير من حالها نحو الأفضل من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، وحسب ما أعلم أن هذا المعهد مخصص لاختبار بعض المتقدمين للدعوة، ولكنه غير كاف لتقديم التدريب اللازم وصقل المهارات الخطابية التي يمكن أن تقدمها أقسام الخطابة للأئمة والمؤذنين بالجامعات لو تم افتتاحها، خلال فصول دراسية متواصلة!. وهنا يجب التعامل مع الإمامة والخطابة - كوظيفة مستقلة - تستحق سُلماً وظيفياً، ومرتباً ثابتاً، وتقاعداً يعطي معنى لهذه المهمة الجليلة التي لا زال التعامل معها لدينا من باب الاحتساب وبنظام المكافآت، وهو برأيي ما أضعف دور المسجد، لأن الإمام والخطيب يتعامل مع المسجد كعمل - بريرة أو احتساب - وبشكل غير جاد وحسب الفرغة، بينما نحن نحتاج شخصاً آخر يقوم بالمسجد ويشرف عليه؟!. فإذا ما أردنا إعادة الهيبة للمسجد، فلنعمل على إيجاد الإمام والخطيب - المتفرغ - بشكل كامل لمتابعة العمل الدعوي بمسجده وتطوير برامجه، ولنشترط المؤهل الخطابي ثانياً، بعد فتح أقسام مخصصة لذلك بجامعاتنا!. ليس عيباً، ولا قصوراً أن تستفيد وزارة الشؤون الإسلامية من تجارب الآخرين، فلربما كان هناك ما يمكن استنساخه وتطويره، خدمة للمسجد وأهله؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.