قال الضَمِير المُتَكَلّم: يقول أحد أئمة المسَاجِد المتفرغين لهذا العمل: وظيفتا الإمامة والخطابة من أشرف الوظائف ولكن نظامها الوظيفي فيه وقفات: * النظام يعود تاريخه إلى عام (1392ه أي منذ 40 سنة) دون تغيير أو تطوير، والمكافأة للمؤذن لا تتجاوز (1200 ريال)؛ ومكافأة الإمام الخطيب حَدها الأقصى (4000 ريال)؛ وهنا هل يعقل أن تكون مكافأة الشاب العاطِل (2000 ريال) أكثر من المؤذن ؟! * يقول المسؤولون في الشؤون الإسلامية: إنّ تلك المكافأة عطاء من بيت المال وليست راتباً، إذ لا يجوز أخذ الأجرة على الطاعات لأن الأصل فيها الاحتساب! وهذا يرده أن الوظائف الشرعية كالقضاء وكتابة العدل والإفتاء والحسبة وتعليم القرآن الكريم، كلها وظائف رسمية، والدولة تعطي لشاغليها مخصصات مالية، فلماذا لا تصبح الإمامة مثل هذه الوظائف..؟! * المسؤولون أيضاً يؤكدون أَنّ سبب تدني المكافآت أن الإمامة والخطابة هما الوظيفتان الوحيدتان اللتان يمكن الجمع بينهما وبين وظيفة أخرى، ولكن ليس كل الأئمة كذلك، فمنهم من ليس لديه دخل إلا هذه المكافأة البسيطة فما ذنبهم!! * بعض من المساجد تفتقد لسكَنِ يحمي القائمين عليها من نيران الإيجار مع ضعف المكافأة؛ فهل الوزارة لا تستطيع تأمين سكن لهم؛ وخاصة أنها تمتلك العديد من الأوقاف التي يمكن أن تفيد منها؟! * إجازة الإمام والمؤذن شهر واحدٌ في السنة؛ والغريب هنا أن المكافأة تمنح لمن ينوب عنه! * النظام لا يفرق بين مَن يلتزم بمهامه -بل ويساهم في خدمة جماعة المسجد-، وبين مَن لا يحضر إلا فَرض أو فرضين، فالجميع في المكافأة سواء!! * في نظرة عابرة لدول الخليج، نجد أن أقل مكافأة للأئمة والمؤذنين تعادل (4000 ريال)، مع منحه نفقة له ولأولاده الذين هم في سن الدراسة؛ إضافة لسكن أو بدل إيجار، مع راحة يومٍ في الأسبوع!! وأقول: أمَّا أنَّ (الإمامة والأذان) قائمتان على الاحتساب، فأعتقد أنه لو تم إلغاء مكافأة تلك المهام، فإن 90% من القائمين بها من الموظفين الحكوميين سوف يرفعون لوحة (وظيفة للتقبيل لعدم التفرغ).! فالحَلّ بتحويل (الإمامة) تحديداً إلى وظيفة رسمية لها بدلاتها وعلاواتها؛ يُعَيّن عليها المؤهلون من خريجي الكليات الشرعية، بعد أن يجتازوا دورات متخصصة!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]