حاولت مراراً أن أخرجكم، أو أفك أسركم بيد أني في كل مرة أقف عاجزة.. أبكي لأجلكم.. وأصلي طويلاً، وأدعو لكم.. ذات ليلة طويلة.. سألت: لماذا أنتم محتجزون هكذا؟ ولم أتلقَّ إجابة شافية، بل كنتم تهزون رؤوسكم بحسرة..! ترهقني صوركم وملامحكم حتى إني لا أستطيع النوم.. يا إلهي ساعدهم..! لن أنسى نظرة تلك الصغيرة عندما اقتربت من السور وهممت بمحادثتها، وربما فكرت في خطفها وإنقاذها.. كانت مرعوبة، واشتد شحوبها، وعلا صراخها عندما اقتربت منها! لذا تراجعت سريعاً.. وفي اليوم التالي كان هنالك ثلاث شابات ينظرن إليّ، وإحداهن تبكي بحرقة.. تبسمت لها بإشفاق بينما هي تنتحب.. ملامحها مألوفة بالنسبة إلي..! لا أدري أين ومتى رأيتها سابقاً.. نعم، تبدو مألوفة جداً.. استدرت وأنا حزينة لأجلهم؛ فلا أحد يريد مساعدة هؤلاء القابعين خلف السياج الحديدي الطويل.. ذلك الفتى الأسمر كان يمد يده لي - من خلال السياج - كل يوم.. وعندما ألامسه يبتسم ويمسح بيده الأخرى على شعري.. حرضني كثيراً على الاندفاع نحو البوابة الكبيرة، ومطالبتهم بفتحها حتى يخرج هو وهؤلاء المساكين.. هم هناك يسيرون بلا هدى.. يتصارعون.. يبكون.. ينظرون إليّ برجاء.. عبثاً أحاول مساعدتهم فلا أحد يستمع إلي.. بل في كل محاولة مني لإنقاذ هؤلاء أتعرض إلى عقابٍ ما.. يمسكون بي، ويقيدونني إلى السرير الأبيض، ويخزونني بالحقن! أظل هكذا.. ساعات.. أياماً.. والحقيقة لا أدري كم من الوقت يستغرق عقابي! لا أشعر بشيء.. جّل ما أفكر فيه هو هؤلاء المساكين متى يتحررون من هذا السياج اللعين!! - فلسفة تمسك جدتي بيدي طويلاً.. وأعلم أنها تتألم.. ثم تنظر إليّ قائلة: لا تكترثي يا صغيرتي! في هذه الحياة نحن نمثل أدورانا بشيء من المبالغة!! - ضحايا في تلك البلاد لقي سكان المنزل الصغير حتفهم إثر قصف عشوائي.. منذ ذاك المساء وعصافير ملونة لا تفارق بيتهم المنكوب! - كان يا مكان في البلدة الصغيرة، في العالم الكبير.. الحاكم نائم.. واللصوص الكبار يُسرق لهم! واللصوص الصغار يمرحون.. على ضياء ينبعث من تلك الأعين الحمراء التي يأكلها الظلام..! - شيء ما خيالي الذي أمسكت به متلبساً بالواقع قفز خارج جمجمتي ومد لي «لسانه» الذي سرقه مني! - س و ص يتصيد السقيمات بموال حزنه.. ويتصيدن الكلام الملون من أعماقه.. كلاهما صياد.. وفي ركن الشبكة! قصص قصيرة - شيمة الشمري «كلما زاد نقاء المرء زادت تعاسته» لوركا تقفون خلف السياج.. ولا حيلة لي.. حاولت مراراً أن أخرجكم، أو أفك أسركم بيد أني في كل مرة أقف عاجزة.. أبكي لأجلكم.. وأصلي طويلاً، وأدعو لكم.. ذات ليلة طويلة.. سألت: لماذا أنتم محتجزون هكذا؟ ولم أتلقَّ إجابة شافية، بل كنتم تهزون رؤوسكم بحسرة..! ترهقني صوركم وملامحكم حتى إني لا أستطيع النوم.. يا إلهي ساعدهم..! لن أنسى نظرة تلك الصغيرة عندما اقتربت من السور وهممت بمحادثتها، وربما فكرت في خطفها وإنقاذها.. كانت مرعوبة، واشتد شحوبها، وعلا صراخها عندما اقتربت منها! لذا تراجعت سريعاً.. وفي اليوم التالي كان هنالك ثلاث شابات ينظرن إليّ، وإحداهن تبكي بحرقة.. تبسمت لها بإشفاق بينما هي تنتحب.. ملامحها مألوفة بالنسبة إلي..! لا أدري أين ومتى رأيتها سابقاً.. نعم، تبدو مألوفة جداً.. استدرت وأنا حزينة لأجلهم؛ فلا أحد يريد مساعدة هؤلاء القابعين خلف السياج الحديدي الطويل.. ذلك الفتى الأسمر كان يمد يده لي - من خلال السياج - كل يوم.. وعندما ألامسه يبتسم ويمسح بيده الأخرى على شعري.. حرضني كثيراً على الاندفاع نحو البوابة الكبيرة، ومطالبتهم بفتحها حتى يخرج هو وهؤلاء المساكين.. هم هناك يسيرون بلا هدى.. يتصارعون.. يبكون.. ينظرون إليّ برجاء.. عبثاً أحاول مساعدتهم فلا أحد يستمع إلي.. بل في كل محاولة مني لإنقاذ هؤلاء أتعرض إلى عقابٍ ما.. يمسكون بي، ويقيدونني إلى السرير الأبيض، ويخزونني بالحقن! أظل هكذا.. ساعات.. أياماً.. والحقيقة لا أدري كم من الوقت يستغرق عقابي! لا أشعر بشيء.. جّل ما أفكر فيه هو هؤلاء المساكين متى يتحررون من هذا السياج اللعين!! - فلسفة تمسك جدتي بيدي طويلاً.. وأعلم أنها تتألم.. ثم تنظر إليّ قائلة: لا تكترثي يا صغيرتي! في هذه الحياة نحن نمثل أدورانا بشيء من المبالغة!! - ضحايا في تلك البلاد لقي سكان المنزل الصغير حتفهم إثر قصف عشوائي.. منذ ذاك المساء وعصافير ملونة لا تفارق بيتهم المنكوب! - كان يا مكان في البلدة الصغيرة، في العالم الكبير.. الحاكم نائم.. واللصوص الكبار يُسرق لهم! واللصوص الصغار يمرحون.. على ضياء ينبعث من تلك الأعين الحمراء التي يأكلها الظلام..! - شيء ما خيالي الذي أمسكت به متلبساً بالواقع قفز خارج جمجمتي ومد لي «لسانه» الذي سرقه مني! - س و ص يتصيد السقيمات بموال حزنه.. ويتصيدن الكلام الملون من أعماقه.. كلاهما صياد.. وفي ركن الشبكة! - شيمة الشمري