رغم سقوط الفريضة عنهم لظروفهم إلا أنهم يتغلبون على كل الصعاب ليتذوقوا حلاوة إيمان الشعيرة ويستشعروا قدسية بقاع ميزها الله سبحانه وتعالى لتكون مقصداً لكل المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج. أنهم العجزى من كبار السن، فرغم ما يجده الكثير منهم من عناء في ظل الأعداد البشرية الكبيرة من الحجيج وما يحتاجه الحاج من قوة حتى يتغلب على هذه الصعاب إلا أن قوة إرادتهم أبت إلا أن تكون حاضرة في ذات المكان وذات الزمان ورغم ما يحيط بهذه الشعيرة من أركان مهمة يجب التقيد بها تجدهم يثابرون ويتحدون كل العوائق من أجلها. وعندما يكون الحديث عن كبار السن في الحج تدرك تماماً أن الإعاقة تكمن في الإرادة لتحقيق الأهداف ونيل الثواب من الله سبحانه وتعالى لا في الإعاقة الجسدية التي يبتلي الله بها عباده كواحدة من مسلمات الزمن لكنه يمنحهم بديلاً لها بكل تأكيد. وتحرص العديد من المؤسسات الخيرية في المملكة على تسهيل أداء فريضة الحج لعدد من العجزة الذين لم يتمكّنوا من أداء الفريضة رغم أن الكثير من الكثير من العلماء أفتى بسقوط الفريضة عن المعاق أو العاجز وأفتوا بالتحجيج عنه أمثال الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المصلح والدكتور سلمان بن فهد العودة والدكتور محمد بن ناصر الخزيم. مؤكّدين أن انعدام الاستطاعة أسقط عن المعاق والعاجز أداء فريضة الحج إلا أنهم يحصلون على أجره حال تيسّر لهم أداء مناسك الحج. فيما بين العلماء أن المرافق لمثل هذه الشريحة من المجتمع له أجر الحاج. (الجزيرة) التقت بعدد من كبار السن الذين ظهرت ملامح الفرح على محيّاهم رغم التعب والإرهاق لكنها تبقى ابتسامتهم حاضرة كما هي قوة إرادتهم أما من يرافقهم من أبنائهم فهم أيضاً أكثر سعادة وخصوصاً أن يقدّمون شيئاً يسيراً من البر ولسان حالهم يقول عسى الله أن يكتب لنا الأجر والثواب.