قال خطيب جامع المغيرة بن شعبة مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الأفلاج الشيخ حبشان الحبشان في خطبة الجمعة أمس إنَّ الله شرَّف هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما، وخدمة قاصدي الحرمين من المعتمرين والحجاج والزوار. وقد قامت هذه البلاد مشكورة بجهود عظيمة، يشكرها عليها القاصي والداني، ولا ينكرها ويجحدها إلا عدو أو حسود ومكابر. وإن ما تقوم به لهو من أسباب حفظها. وقد قال تعالى {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ}، أي يقوم للناس دينهم ودنياهم إذا قاموا بتعظيمه؛ فتعظيم الكعبة والعناية بها من أسباب قيام أمور الدين والدنيا، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات. ودولتنا مشكورة قد أولت الحرمين عناية فائقة، وهيأتهما للطائفين والعاكفين والركع السجود، وهذا من تعظيم بيت الله المحرم. وقال إن ما حصل من وفيات في موسم الحج لهذا العام هو آجال مضروبة.. فبقلوب يملؤها الإيمان بالقضاء والقدر نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. وقد وقع تدافع بين الحجاج في مشعر منى يوم أمس، نتج منه وفاة ما يزيد على سبعمائة حاج. نسأل الله أن يتقبلهم في عداد الشهداء، وأن يكرم وفادتهم إليه، ويضيفهم بجنته. وقد أُصيب أكثر من ذلك، نسأل الله أن يعجّل بشفائهم، ويكتب لهم أجر نسكهم. وقال: هذا الحدث العظيم هو محل تناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصار الناس يحللون ويفترضون الأسباب، ويوجدون الحلول؛ ما جعل الحدث مكاناً خصباً للشائعات واتهام النيات وتخوين الجهات العاملة في الحج دون دليل قاطع، ولا علم واضح، بل قال الناس فأقول مثل قولهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. فيا عبدالله، كف لسانك عن التحليل والتأويل، واترك أهل الاختصاص يقومون بعملهم، ولا تستعجل الأمور؛ فستظهر النتائج، ويتضح الأمر. نسأل الله أن يأخذ بنواصي المسؤولين للحق، ويعينهم على تطبيقه. وشدد الحبشان على أنه «لم تهدأ نفوسنا من وقع هذا المصاب الجلل على أرض منى إلا ويتزامن معها نشر مقطع فيديو لمن يبايع زعيم الدواعش، ويقتل مسلماً مكبل اليدين ومقيد الرجلين؛ فزاد المصاب، وعمق الجرح. ولا حول ولا قوة إلا بالله». وقال: إن الواجب علينا جميعاً أن نحارب هذا الفكر الداعشي الخارجي الذي يستغل مدمني المخدرات وصغار السن ومحدودي التفكير.. ونبيّن للأمة عوارهم، وفساد منهجهم في استباحة دماء المسلمين {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. والافتئات على ولي الأمر والتعدي على حدود الشرع.. قال صلى الله عليه وسلم: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة - وفي رواية (ويغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته) فقُتل فقتله جاهلية. ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني، ولست منه». رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.