مؤسسة الانتشار العربي إعداد - د. منصور إبراهيم الحازمي الكتاب يتعرض لأشعار العلامة حمد الجاسر المنشورة في صحيفتي «أم القرى» و «صوت الحجاز» خلال السنوات 1351 – 1357ه. كتب المؤلف في المقدمة: « هذه المجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية القصيرة لأستاذنا الكبير حمد الجاسر رحمه الله، كنت قد عثرت عليها منذ زمن طويل، أثناء بحثي البيبليوجرافي في صحيفتي «أم القرى» و «صوت الحجاز». وكان كتابي عن صحيفة «أم القرى» بعنوان « معجم المصادر الصحفية لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية» وقد صدر عام 1394ه. كما صدر كتابي الثاني عن صحيفة «صوت الحجاز» عام 1426ه أي بعد صدور كتابي الأول بأكثر من ثلاثين عاما. وفي كلا الكتابين قمت برصد جميع المواد التي نشرت في الصحيفتين المذكورتين، ومنها الأدب بجميع أنواعه، شعره ونثره. وكنت قد نشرت في مجلة اليمامة الأعداد 994.945.946 عام 1407ه أي في حياة الجاسر رحمه الله بحثا بعنوان « ديوان الجاسر»، ضمنته فيما بعد كتابي (مواقف نقدية) الصادر عن دار الصافي للثقافة والنشر عام 1410ه، ونص ذلك البحث كما يلي: « لا أدري ما إذا كان شيخنا حمد الجاسر سيغضب لإثارة موضوع لا يحب إثارته، بل يود صادقا لو استطاع أن يسدل عليه ستارا كثيفا من النسيان، وأن ينتزعه كذلك من ذاكرة الناس. وكان آخر مرة يتبرأ فيها من شعره القديم ما قاله في تلك الأمسية التاريخية الحاشدة التي احتفل فيها نادي الرياض الأدبي بتكريمه بفندق زهرة الشرق الأحد 17 جمادى الآخرة 1407ه وهو يتذكر حادثة طريفة وقعت له منذ سنين طويلة، امتزج فيها العنف بالدهشة والشعر. وليست هذه المرة الوحيدة التي يتنكر فيها الأستاذ لشعره على رؤوس الأشهاد، إذ يروي عنه تلميذه د. يحيى ساعاتي قوله «. . ولا أجد غضاضة في نفسي عندما أقول: إنني أتمنى لو لم ينشر لي ما نشر من هذيان. .». وقد قال مثل هذا في تقديمه لديوان حسين سرحان (أجنحة بلا ريش) حين نفى عن نفسه صفة الشاعر: ( لا أدري هل لي أن أتحدث عن الشعر ولست شاعرا..) ، وأنه غير ميال لقراءة معظم ما ينشر من نماذج الشعر الحديث. ‘ن الشعر الذي لا يود أن يذكره الجاسر – مع أنه يتذكره ويستشهد به أحيانا - إنما ينحصر معظمه في تلك الفترة التي كان فيها تلميذا بالمعهد السعودي من عام 1348 إلى عام 1353ه، ومدرسا بمدينة ينبع من عام 1353 إلى عام 1357ه. ونحن إنما نتحدث عن الشعر الذي كان ينشره الجاسر في جريدتي «أم القرى» و «صوت الحجاز» في الفترة ما بين 1351 – 1357ه، وهي فترة قصيرة لا تتجاوز السنوات السبع، كان في أثنائها شابا ما بين الثالثة والعشرين والتاسعة والعشرين من عمرة تقريبا. ولا نعلم ما إذا كان الجاسر قد كتب شعرا قبل هذا التاريخ أو بعده، كما لا نعلم إن كان قد نشر شيئا منه في غير هاتين الصحيفتين، أو احتفظ به مخطوطا».