عن مؤسسة الانتشار العربي صدر كتاب "من أشعار العلاّمة حمد الجاسر في فترة شبابه "، جمعها وأعدها الدكتور منصور إبراهيم الحازمي، ويتكون الكتاب في أصله لمجموعة من القصائد التي نشرت في صحيفتي "أم القرى" و "صوت الحجاز" منذ سنة 1315 وحتى عام 1357 ميلادي. عرض المؤلف في بداية الكتاب عن شعر الجاسر وأصالة المعجم الذي يستخدمه في مستويات خطابه الشعري، إضافة إلى ما ذُكر عنه من قِبل مجموعة من الشعراء والمثقفين عن أهميته الشعرية والتي لا تزال حاضرة رغم وفرة الإنتاجيات الأدبية بمختلف صنوفها وأنواعها. أشار المؤلف كذلك إلى شخصية الشاعر كذات إنسانية تقبل النقد مهما كان المصدر، بل إنه دوماً يردد في المجالس العامة والخاصة بأن ما قاله شعراً أو كتابة إنما هي أشياء ليست مقدسة بل قابلة للخطأ والتصحيح والاستدراك والإضافة، كما أنه لا يتردد على الإطلاق في الاعتراف بالخطأ وأن التكريم الحقيقي لديه ليس بالمدح والإطراء بل بتوزيع أعماله على العلماء واللغويين المختصين ليبينوا ما فيها من أوجه الصواب والزلل. عرض المؤلف في ثنايا الكتاب إلى قراءات مختلفة لشعر الجاسر- يرحمه الله- مستشهداً بأولى القصائد التي نشرها وهو لا يزال تلميذاً بالمعهد الإسلامي السعودي سنة 1351ه بجريدة "صوت الحجاز" والتي حملت عنوان "هناك مرام النفس من كل مطلب" بعد أن قدم لها رئيس تحرير الجريدة آنذاك رغم صغر سن الشاعر. وعن أبرز الموضوعات الشعرية التي أشار لها الحازمي في قصائد الجاسر، خصوصاً في فترة شبابه، فقد ذكر المؤلف أن شعر الجاسر في تلك المرحلة لم يكن خارجاً عن الإطار العام الذي كان يدور فيه معظم الشعر السعودي أثناء تلك الفترة، حيث كان المديح هو أهم ما يشغل أذهان فئة الشعراء إلى جانب المناسبات العامة التي تتعلق بالوطن والإصلاح الاجتماعي والحث على العلم واستنهاض الهمم والتذكير بالأمجاد، ورغم ذلك فإن الشاعر في فترة شبابه لم يكن مهملاً لجانب السخرية والإنسانية في شعره رغم دقته و صرامته العلمية؛ إلا أنه وبعد أن تقدم به العمر قليلاً تبرأ من جميع مآثره الشعرية القديمة التي كان يتغنى بها في صباه كما فعل الكثيرون من أصدقائه الذين كانوا ينشرون أشعارهم في صحيفتي"أم القرى" و"صوت الحجاز". أشار المؤلف أيضاً إلى إشكالية الأسماء المستعارة التي كان الكثير من الشعراء يستخدمونها في تلك الفترة مما جعل الكثير من القصائد تنسب للشاعر حمد الجاسر أثناء فترة شبابه إلا أن الكثير من تلك القصائد لم تكن في حقيقتها من إنتاجه الشعري والإبداعي لأن التوقيع المستعار الذي كان يستخدمه لم يكن سوى "بدوي نجد" وأحياناً بشكل صريح تحت لقب "بدوي نجد الجاسر"، وقع الكتاب في قرابة المائة صفحة من الحجم المتوسط.