استعرضت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» أمس مع عدد من الصناعيين والمستثمرين بمنطقة الجوف توجهات تطوير «واحة الجوف» والفرص الاستثمارية بالمدينة الصناعية. وتناول مدير عام «مدن» المهندس صالح إبراهيم الرشيد في لقاء مفتوح بغرفة الجوف تعريفاً بنشاطات «مدن» كأكبر مطور للمدن الصناعية في المملكة، مستعرضاً في هذا السياق توجه الدولة في جعل الصناعة خياراً إستراتيجياً لتنويع مصادر الدخل بمشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية المستدامة بتوطين الصناعات الأساسية والتحويلية وتطويرها؛ بما يؤهل الصناعة السعودية للمنافسة الدولية. وكشف الرشيد للحضور عن التصميم الخاص ب «واحة الجوف» والبنى التحتية التي سيتم تنفيذها وتقع على مساحة 3 ملايين متر مربع، لافتاً إلى أن «واحة الجوف» ستكون إحدى 5 واحات صناعية تم إقرارها في 4 مناطق بالمملكة، وهي واحة مدن بالأحساء، وواحة مدن بجدة، وواحة مدن بالقصيم، وواحة مدن بينبع. ولفت إلى أن «واحة الجوف» ستتكون من عدة مناطق؛ تجارية وخدمية، ومنطقة صناعات خفيفة، إضافة إلى منطقة لوجستية، ومراكز تدريبية وطبية، وفنادق وحاضنات أطفال. وتعتبر الواحات منتجاً جديداً في إطار تطوير المدن الصناعية، إذ تعنى بتأهيل مناطق صناعية تكون مهيأة لعمل المرأة؛ بحيث تتركز على الصناعات الخفيفة وتكون ضمن النطاق العمراني، إضافة إلى تدعيمها بالمرافق والخدمات كالحاضنات ووسائل النقل بما يسهل من إدماج المرأة ويعزز من دورها في العمل الصناعي. وكشف الرشيد في إجاباته على مرئيات وتطلعات الحضور من المستثمرين والصناعيين حول سبل تطوير الصناعة بمنطقة الجوف، عن حزمة من الحوافز الداعمة لنمو القطاع الصناعي في المنطقة كالإعفاءات الجمركية، وسهولة مصادر التمويل بالتنسيق مع الجهات المختصة. وقال الرشيد: إننا نتوقع أن تكون الجوف من المناطق الواعدة وستشهد نمواً كبيراً في المستقبل القريب -إن شاء الله- لما تتمتع به من إمكانات ومقومات، خاصة في ظل التكامل الزراعي الذي تشهده المنطقة، وأضاف أن تأخير تنفيذ المدينة الصناعية بالمنطقة قد يكون الأفضل لها من أجل الاستفادة من التجارب السابقة، مؤكداً أن مدينة الجوف الصناعية سيتم الانتهاء من جميع الدراسات والمخططات فيها مع مطلع العام 2016، ومن ثم البدء بالتنفيذ على أرض الواقع، حيث سيتم إنشاؤها بشكل مميز وحضاري وجاذب للاستثمار. من جانبه، علق الدكتور حمدان السمرين نائب رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس غرفة الجوف قائلا: إن الغرفة كانت قد استقبلت الطلبات الخاصة بالراغبين في الاستثمار بالمدينة، ووصف العدد بأنه كبير ومتنوع ومشجع ولا يزال المجال مفتوحا لتقديم الطلبات، مؤكدا حرص الغرفة على دعم التنمية والصناعة في المنطقة وأن لديها عدداً من الملفات المطروحة لتبنيها مع الجهات ذات العلاقة. فيما أكد الرشيد أن الأولوية سعتمد على القيمة والنوعية الصناعية للإنتاج ومن هنا تتم عملية التخصيص، حيث تم تخصيص الموقع الجديد الواقع قرب محطة القطار للصناعات الثقيلة، فيما تم تخصيص الموقع القديم القريب من محطة الكهرباء للصناعات الخفيفة، لافتا إلى أن هناك عدداً من المعاهد الخاصة التي تعنى بتأهيل الشباب في مجال الصناعات وما زلنا نحتاج للمزيد من تلك المعاهد. يذكر أن أعداد المدن الصناعية التي تشرف عليها «مدن» قد تضاعف بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، حيث نما عدد هذه المدن خلال 7 سنوات بنسبة 145 %، إذ كان هناك 14 مدينة صناعية فقط في العام 2008م، فيما بلغت 34 مدينة صناعية بنهاية العام 2014م.