أكَّد المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري أن الأعمال الإجرامية التي يرتكبها هؤلاء البغاة والمفسدون، تصبّ في مصلحة أعداء الإسلام في الخارج، إلى الدرجة التي تدفعنا إلى القول بأن هؤلاء البغاة المفسدين أداة لتنفيذ مخططات القوى المعادية للإسلام في تشويه صورة الشريعة السمحة من خلال أعمال إجرامية تقع في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين، يدعم ذلك التفجيرات الآثمة التي نفذها مجرمون من خوارج العصر. وقال العُمري: إن ما قام به المجرمون من عملية إجرامية آثمة استهدفت المصلّين في مسجد مقر قوّات الطوارئ بمنطقة عسير هو استمرار لبغيهم وعدائهم للإسلام والمسلمين، هذه الجريمة التي يستنكرها كل إنسان لديه ذرّة عقل. وهو ظلم وعدوان مع آمنين، وعلى الرغم من ذلك لن يزيد المملكة حكومة وشعبًا إلا حزمًا في مواجهة الطغاة المجرمين. وإن هذه الجريمة النكراء والفعل الشنيع الذي نجم عنه استشهاد عدد من الأبرياء المصلين تغمّدهم الله بواسع رحمته وإصابة آخرين نسأل الله لهم الشفاء العاجل ، ليؤكد من جديد استمرار فئات البغي والضلال في السير بطريق الظلام والأوحال القذرة، مما يحتّم على الجميع مواجهة هذه الشرذمة الضالة من المخربين، حتى يتم اجتثاثها من جذورها. وهو ما عبّر عنه صراحة ولاة الأمر في أكثر من مناسبة، ولا شك أن هذا الموقف الراسخ لولاة الأمر في مواجهة الإرهاب بكل صورة دفاعًا عن صورة الإسلام، والتفاف أبناء الوطن كافة حول قيادته الراشدة الرشيدة في هذه المعركة، هو ما اغتاظ منه منفّذو العمليات الإجرامية، فعملوا على استهداف رجال الأمن، في الإعلان عن الاستمرار والانتقال إلى مرحلة الحرب ضد الدولة والمجتمع، وأن استهداف رجال الأمن هو نوع من الإفلاس لدى الخلايا الإجرامية. وبيّن العُمري أن الأدلّة الشرعيّة التي تثبت رفض الإسلام للإجرام والإفساد، ومناهضته له، هي الأدلة نفسها التي تكشف الأهداف الخبيثة لمرتكبي الأعمال الإرهابية وزيف دعاواهم لتبرير هذه الأعمال، أو كشف التعاطف معها، وهي أدلة كثيرة وقاطعة، ولا يمكن الالتفاف عليها بإساءة التفسير أو التأويل أو إنزالها في غير مواضعها، ومن هذه الأدلة: قوله تعالى في محكم الكتاب العزيز: (وَمَن يَقْتُلْ مؤمنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خالدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء: 93، وقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إلا بِالْحَقِّ) الإسراء: 33. فماذا يقول مرتكبو الأعمال الإرهابية في قتل المسلمين الأبرياء في بلادنا؟ وشدّد العُمري على التكاتف والتآزر لكشف تحرّكات هؤلاء المفسدين، ونفسد مخطّطاتهم العدوانيّة، وعدم التهاون والتراخي مع كل من يتعاطف أو يساند هؤلاء المجرمين أعداء الإسلام والوطن. أسأل الله العلي القدير أن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها وخيراتها وولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله من كيد الفجّار وشرّ الأشرار. وأن يتغمّد الشهداء بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يعجّل بشفاء المصابين. كما أن الواجب علينا أن نزيد من تمسّكنا بديننا بشكل صحيح، وأن تقوى صلتنا بعلمائنا، وثقتنا في ولاة أمرنا. وأن يحفظ الله العلي القدير رجال أمننا البواسل وأن نكون لهم سندًا وعونًا بعد الله سبحانه وتعالى .