كالعادة مع تولي أي شخص منصباً ما.. يستقبل بالتبريكات والتهليلات ويتبعها بالطبع مقالات ترحيبية وإشادات ولأهدف، من ذلك سوى المديح، وهذه الظاهرة أكثر ما تكون في الوسط الرياضي وتحديداً عند قدوم رئيس جديد فتجد ثمة من يصوره بأنه الرئيس المنقذ ووجه السعد وجالب البطولات، وأنه سوف يصنع نقلة نوعية للنادي ليس قبلها ما بعدها، وهذا التطبيل مع الأسف والبربقندا يعطي انطباعاً للمحبين والمشجعين البسطاء بأنّ الرئيس الجديد رجل ليس عادياً بل سوبرمان، ولكن سرعان ما تكثر الأخطاء وتتوالى الإشكالات وينكشف المستور، وتعرف بل تفهم الجماهير أن الأمر لا يعدو سوى كونه مديحاً وتزلفاً ونفاقاً ليس إلا.. والغريب أن غالبية الرؤساء أو المسؤولين تعجبهم هذه المدائح وتسعدهم وحتى تجعلهم يكادوا يطيرون من الفرح، ولا يلتفتون للنقد البناء الهادف الذي ينشد المصلحة العامة، وحتى مصلحة المسؤول ذات نفسة، وصدق مستر نورمان بيل عندما قال: (الغالبية يفضل أن يدمره المديح على أن ينقذه النقد)، إذا هو المديح القاتل، وذلك له نتائج عكسية على هذا الرئيس أو ذاك، وقد تنقلب الأوضاع ضده ويتحول مسح الجوخ إلى حفلة هجاء ولا الحطيئة في عصره (!).