رحل سعود، رحل الذي يهابه الغرب، رحل ولحق بسلفه الصالح، لحق بأبيه وجده لحق بأعمامه، كيف لا وهو من منح نفسه قوة شخصية لا يُستهان بها. عندما نرجع إلى الوراء قليلاً نرى ماذا قال عنه الرؤساء والوزراء العرب وغيرهم. فقد قال عنه صدام حسين الرئيس الأسبق للعراق: «لو عندي مثل سعود الفيصل لسيطرت على العالم». وقال: عنه ميخائيل غوربا آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي: لو كان لدي رجل كسعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهى! وقال عنه ديفيد ميليبند وزير الخارجية البريطاني السابق: سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد ومنح السعودية قوة خارجية لا يُستهان بها. وقال عنه كوشنير وزير خارجية فرنسا في مؤتمر صحفي «الأمير سعود أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة». حينما تتحدث عن سعود الفيصل.. فأنت تتحدث عن الرجل الأدق والأسرع وقتاً في عداد العالم، هو من القلائل جداً في العالم الذين لا يجدوُن وقتاً كافياً لنومهم..! بل إنه قد يكون الوزير الأول في العالم الذي يعتبر أن جلوسه على كرسي الوزارة قد يضيع وقتاً ثميناً من عمله! رغم كل ما يتمتع به من واجهة وحنكة وثراء وعقلية.. إلا أنه يمتلك بساطة تماثل ما يتمتع بها أفقر شخص في العالم.. بساطته.. تعني أن هنالك شخصاً يعيش في دواخله وإن كان هو: المصنف كواحد من أذكى وزراء العالم.. بل وصنّف على أنه في عداد أذكى شخصيات العالم دهاءً.. وعندما نراجع ثقافته نجدها مثيرة جداً يتحدث 7 لغات عالمية دهش العالم أجمع حينما علّم بأن الرجل المسلم السعودي سعود الفيصل يتحدث اللغة العبرية! ومع ذلك تجده محافظاً على دينه غيوراً شرساً جداً في معاداته للصهيونية العالمية، يقول عنه كولن باول: سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهودي! بل ويعتبر لوبياً سعودياً! ورغم كل ذلك لا يحمل في قلبه بغضاً وكرهاً وعداوهً كبقية من هم في مناصب مرموقة، فعلى الرغم من أنه الأمير السعودي الحفيد للملك وابن أقوى ملك عربي على الإطلاق وأقدم وزير عالمي ورغم الإشادات بمكانته وعمله إلا أنه لا يأبه بمن يحاول معاداته. هو شخص يدعو للفخر ليس للسعوّديين فحسب، بل للخليج والعرب والأمة الإسلامية رجل واثق وصادق ولا يتهاون في عمله، فهو إنسان عملي من الطراز الأول! أسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يرحمه ويغفر له وينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.