مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع « قد لا يكون هذا الكتاب الأول من نوعه ولا الأخير، ولكنه همزة وصل تربط بين الحضارات، فقد واكبت الحمير رحلة الحضارة الإنسانية منذ أول تقاطع لها مع الاتصال والنقليات. وهكذا بقيت إلى فترة طويلة من الوقت على مر العصور. وفي هذا الكتاب لا يرصد المؤلف تطورات تلك الرحلة، ولكنه يتناول وجوهاً من أدبيات تلك العلاقة بين الإنسان والحمار، كما يعكس الإيحاءات الفعلية والمجازية التي أفرزتها تلك العلاقة، ناهيك بتجليات الأمثال التي استخلصها الإنسان لنفسه من واقع علاقة طويلة ومثمرة وطريفة أيضا بالحمار، إلا أن البراعة تكمن في قدرة المؤلف على استنباط العبرة من وراء الطرفة والتسلية المفيدة، من خلال الروايات التي جمعها عن صبر الحمار، وقدرته على تحمل المشاق، والعنف من قبل الإنسان. فقد رسم لنا المؤلف، صورة للحمار تتنازعها التناقضات، فهو إما رمز للبلادة والغباء، أو رمز للحكمة والصبر والتأمل في شؤون الحياة وأسرارها».