مازال اتحاد الكرة قبل فقط شهر وعشرة أيام من موعد لقاء السوبر غير قادر على حسم مكان إقامته، هل هو في لندن أم الرياض أم جدة؟ ومن يدري ربما يجد جديد وندخل في دوامة خيارات أخرى في دبي أو اسطنبول أو الدمام أو أبها، السؤال: لماذا يضع اتحاد الكرة نفسه في هكذا مأزق محرج هو في غنى عنه؟ بعيداً عن الخوض في جدوى وتفاصيل وأسباب ومبررات نقل المباراة الى خارج المملكة وتحديداً لندن، فإن مجرد تأخير اعتماد مكان إقامتها الى هذا الوقت يعني بالتأكيد غياب المنهجية وسوء التنظيم داخل الاتحاد في برامج وقرارات أهم وأكبر، وانه يدار بارتجالية اتضحت من خلال معمعة السوبر التي لا تناسب اتحاد كرة لوطن كبير يتطور في مجالات وقطاعات أخرى تنموية مختلفة، الأسوأ من هذا أننا لن ننتظر منه مستقبلاً ما يدل على انه جاد ومهتم ومؤهل للارتقاء بنفسه ومخرجاته وحتى استثمارات مسابقاته طالما انه يعمل ويفكر ويقرر على طريقة (خبط عشواء)..! في هذا الشأن، من المخجل ان تكون الأندية السعودية أكثر فهماً وتنظيماً وأعمق تفكيراً وقراءة لمستقبلها وبرامجها واستحقاقاتها وتعاقداتها من اتحاد الكرة، الأمر الذي أكدته الصحيفة الفرنسية الشهيرة عالمياً والمتخصصة في كرة القدم (فرانس فوتبول) حينما صنفت الهلال ثانياً والنصر ثامناً ضمن قائمة أفضل 10 أندية عربية للموسم الكروي 2015،2014م، بينما نرى منتخبنا الوطني يتراجع ويتدهور تصنيفاً بعد آخر.. خارطة طريق عودة الطائي! لا أظن أن هنالك رياضياً واحداً يجهل تاريخ الطائي، ينسى سنوات كفاحه ومواسم تفوقه وتألقه مع الكبار، تشرفه بخدمة وطنه عبر نجوم أبرزهم وأكثرهم تأثيراً الحارس الفذ عبد الله الدعيع ثم شقيقه حارس القرن محمد الدعيع واللذين ظلت أسمائهما مرتبطة بأغلى وأجمل بطولات الكرة السعودية، منذ إنجاز التأهل لأولمبياد انجلوس 1984م مروراً ببطولات كأس آسيا في العام نفسه ثم 88 و96م وكأس العالم للناشئين 1989م، وانتهاء ببطولات الخليج والتأهل لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، إضافة الى نجوم آخرين تخرجوا من مدرسة الطائي وانتقلوا لأندية شهيرة وساهموا معها في تحقيق الكثير من البطولات والألقاب المحلية والعربية والآسيوية، ما جعله اسما لافتا كسب تعاطف وإعجاب الجميع وحاز من الجماهير والإعلام والرياضيين عموماً على الكثير من الألقاب والمسميات المنصفة له كظاهرة كروية نتيجة مواقفه المعروفة ونتائجه المذهلة أمام سائر الفرق ليس في موسم واحد او مواسم محدودة، وإنما على مدى مواسم عديدة مشهودة مازالت تسكن ذاكرة الكثير من الجماهير السعودية.. الطائي فريق مهم وابتعاده عن دوري الكبار لم يؤثر على جماهيره ومنطقته حائل فحسب وإنما على إثارة وقوة الدوري السعودي، كونه يحمل باسمه ورسمه وموطنه وتاريخه ملامح جمال وعطاء وإصرار وأداء وحضور يتميز بها عن غيره، لذلك ليس غريباً ولا جديداً ولا أبالغ لو قلت ان الكثيرين ينتظرون بل ويتمنون في نهاية كل موسم عودته وعودة صولاته وعناده وعنفوانه.. اليوم وقد تولى اللواء متقاعد عبد الله العديلي رئاسة الطائي سنكون أمام مرحلة طائية جديدة وإدارة مختلفة في تفكيرها وتوجهاتها وطموحاتها وطريقة إدارتها، وحتى نتعامل معها في هذا الوقت الحساس بواقعية وموضوعية فمن غير المعقول أن نطالبها بتحقيق أحلام وتطلعات الطائيين في بداية عملها، وهذه في تقديري واحدة من المعضلات التي تعرضت لها الإدارات السابقة، وشكلت لها ضغطاً مزعجاً وعبئاً ثقيلاً، وبسببهما لم توفق بصعود الفريق، وفي الوقت نفسه لم تؤسس وتقوي قاعدة الطائي وتخطط جيداً لمستقبله.. على إدارة اللواء العديلي بما يتمتع به من سمات شخصية وخبرات عملية ومكانة اجتماعية، ولوجود نائب رئيس منظم ومحنك إدارياً بمستوى وخبرة سعد الصعب، إلى جانب تزامنها قدومها مع اقتراب استلام منشآت النادي الجديدة، أن تضع في مقدمة أهدافها إعادة تنظيم وهيكلة الطائي إدارياً ومالياً، والا تجعل الصعود هدفاً رئيسياً بقدر ما تهتم أولاً ببناء الفريق فنياً واحترافياً وانضباطياً والتركيز في ذلك على أبناء النادي الصاعدين من الفئات السنية لأسباب مادية واجتماعية ونفسية، خاصة أن ظروف الطائي لا تسمح له بجلب لاعبين مميزين يفيدون الفريق بشكل يبرر إنفاق مبالغ طائلة عليهم ترهق خزينته وتربك خططه وتعرقل خطواته، في المقابل على أعضاء شرف النادي وأيضا الجماهير والإعلاميين عدم الضغط على الإدارة والأجهزة الفنية بمطالبتها بصعود الفريق دون توفر الظروف التي تساعدها على ذلك، وإنما الاهتمام كما ذكرت بترتيب ملفات النادي المالية والإدارية والفنية، والعمل وفق برمجة محددة واستراتيجية واضحة، تعود بالطائي الى مكانه اللائق به بإمكانات فنية وعناصرية تؤهله لمقارعة الكبار بل والتفوق عليهم كما كان يفعل في سنوات عزه..