في كلِّ مرة يأتي فيها الحديث عن انتقال لاعب للهلال نجد في الإعلام من يردِّد ويكرِّر بجهل أو تجاهل موضوع انتقال محمد الدعيع من الطائي للهلال، وأن هذا الأخير استخدم أساليب ملتوية وغير نظامية لخطفه من النصر، وبحكم قربي واطلاعي على تفاصيل الانتقال ولأن الأمر يتعلّق برئيس نادٍ رحل عنّا إلى خالقه وليس بيننا الآن هو الأستاذ راشد المطير -رحمه الله- ومن باب الأمانة والمهنية الصحافية أجدني مضطرًا لإيضاح العملية بكلِّ تفاصيلها وهي كالتالي: في عام 1999م انتهى عقد الدعيع مع ناديه الطائي وكانت لدى ناديي الهلال والنصر الرغبة في ضمه لصفوفهما، النصر يتفاوض معه مباشرة ويقدم له ثلاثة ملايين ريال على أن تتولى لجنة الاحتراف بعد انتقاله تقييم وتحديد القيمة المستحقة للطائي على غرار ما حدث قبل ذلك لمنصور الموسى بعد انتقاله من النجمة للنصر، وتسلّم النجمة قيمة الانتقال على طريقة التقسيط من إعانة الاحتراف السنوية، بينما الهلال تفاوض مع اللاعب وإدارة الطائي إلى أن وصلت قيمة الانتقال إلى 5.5 ملايين نصيب الدعيع 3 ملايين والطائي مليونين ونصف المليون، وللمعلومية كان المبلغ المقدم من النصر للدعيع في البداية أعلى من الهلال وبالرغم من هذا رفض إلا بعد التفاوض مع إدارة ناديه لكن إدارة النصر كانت مصرّة على إبعاد إدارة الطائي عن المفاوضات، وهو بالضبط ما ساهم وساعد الهلال على ضم الدعيع، وأشير هنا إلى أن وفاء الدعيع لم يتوقف عند هذا الحدّ وإنما لم يوقع للهلال إلا بعد أن تأكَّد تمامًا أن إدارة الطائي استلمت نصيبها من الصفقة كاملاً.. مما تقدم وهي وقائع يعرفها الكثير من القريبين من الطائي في ذلك الوقت، أتساءل ما المخالفة أو ما المشكلة في عملية انتقال محمد الدعيع للهلال؟ وهل يريدون أن يذهب للنصر دون التفاوض مع إدارة ناديه وبالتالي لا ينال الطائي شيئًا إلا بعد التسجيل وبقيمة ضئيلة تخضع لتقييم لجنة الاحتراف وخلال مدة ستمتد لسنوات كما حدث لنادي النجمة؟ ثمَّ إن الخطير وغير اللائق أن من يقول: إن انتقاله ليس نظاميًّا من خلال فبركة قصة أو رؤية مغلوطة وكاذبة هو بذلك لا يسيء للهلال فقط وإنما يتهم كذبًا وظلمًا وبهتانًا من حيث يدري أو لا يدري إدارة الطائي والدعيع معًا بالمشاركة في لعبة لا وجود لها، ويقلب وفاء الدعيع واهتمام إدارة الطائي آنذاك ومحافظتها على حقوق الطائي إلى عبث وتلاعب وتخاذل لمصلحة الهلال.. الأكيد أن مثل هذا التجني على الحقيقة وعلى الأبرياء والشرفاء والأوفياء وبالذات من قبل الإعلاميين يفضح عقلياتهم وأكاذيبهم، كما يعكس بوضوح طريقة تفكيرهم ومستوى ثقافتهم، ويجعلنا لا نثق بهم ونجزم بأنّهم يتصرّفون بأسلوب غير نزيه في سائر الأحداث والقضايا والمواقف الأخرى.. من الآخر . إذا بحث أو مُجرَّد فكر اتحاد الكرة بمناقشة زيادة عدد فرق دوري جميل وهو الذي اتخذ قبل أسبوعين قرار عدم الزيادة فهو بذلك يؤكِّد بما لا يدع مجالاً للشكِّ أنّه غير مستقل وغير موثوق به وسيتحوّل مع مرور الوقت إلى لعبة بيد أندية بعينها.. . لماذا أجبر رئيس الشباب خالد البلطان اتحاد الكرة على الاستعانة بحكام أجانب في مباراة فريقه أمام النصر تحديدًا؟! . من أضعف وغيّب الصوت الرسمي الهلالي؟ أين أعضاء الشرف مما يجري ضد ناديهم من اللجان ووسائل الإعلام بل ومن مجلس الإدارة نفسه؟ متى تتخلص الإدارة من المكابرة وتعترف أن الهلال في تراجع مخيف لم يعد كما كان سواء الفريق الأول أو الفئات السنية أو حتى الألعاب المختلفة..؟ . خطف رئيس الرائد عبد العزيز المسلم بشفافيته الأضواء، وقدَّم نفسه كنموذج للرئيس القوي المحب لناديه والحريص على حفظ حقوقه ومكتسباته، في وقت تحوَّلت فيه بعض الأندية وخصوصًا الكبيرة منها إلى تابعة ومغلوبة على أمرها.. . وصول الاتحاد والشباب والأهلي والاتفاق لدور الأربعة في كأس الملك محصلة طبيعيَّة ومنصفة إلى حدٍّ كبيرٍ. . على الطائيين إذا ما أرادوا العودة بفريقهم لدوري الأضواء إدراك أن الإدارة وحدها لا تستطيع تحقيق طموحاتهم، إِذْ لا بُدَّ من التصالح والتكاتف والتناغم والدعم المادي والمعنوي من الجميع وفي مقدمتهم أعضاء الشرف..