ولأن الست أم أحمد القاطنة في ذلك البيت العتيق عند أطراف القرية تملك المال والثروة فقد تجمعت النسوة حولها يخطبن ودها. ويسارعن لتقديم المعونة لها في كل ما تحتاج... ولأنها كانت تمتلك ذكاء شريراً فقد أغدقت عليهن المال ومنحتهن من رعايتها وودها كل ما تستطيع، فسارت النسوة في القرية وما حولها من القرى يحدثن عنها.. يحكين طُرفاً من كرمها ومآثرها.. عن أقوالها السديدة وأفكارها العظيمة.. حتى صارت أم أحمد أسطورة في القرية.. وفي سائر القرى من حولها وصار التقرب منها أملا للقاصي والداني.. حتى جاء اليوم الموعود.. حين دهمت الشرطة منزل أم أحمد.. ليكتشف أهل القرية أن البيت كان وكراً لكل ألوان الفساد. من تجارة للمخدرات.. إلى إيواء للقتلة واللصوص وحفظا لمسروقاتهم.. إلى.. إلى.. اقتيدت أم أحمد إلى حيث لم يرها أحد بعد ذلك، التفت أهل القرية للنسوة اللاتي أحطن بها من قبل وعلامات التساؤل والحيرة تبدو على الوجوه.. لكن القرية الوادعة فوجئت بهؤلاء النسوة وهن ينكرن معرفتهن بالمرأة... بل ويسارعن إلى إلقاء التهم عليها... ونعتها بأحقر الألفاظ. انبرت بعض النسوة إلى التفاخر بأنهن كن من أرشد البوليس عنها ولفتن انتباه الجميع إلى شرها المستطير.. سخر أهل القرية من أقوال النسوة وقال قائلهم. إن لم تستحِ فاصنع ما شئت، لكن أرامل أم أحمد ظللن يرددن أقوالهن، حتى صدقهن البعض بمرور الزمن.. بعد أن نسي الجميع حديثهن الأول، ونسوا كذلك الست أم أحمد.