دشن نائب مدير عام السجون اللواء سعيد آل حسنيه مشروع البيت العائلي في سجن الملز بالرياض صباح أمس الأول والذي يعتبر من أهم المشروعات التي تنفذها المديرية العامة للسجون في إطار ما تقدمه من برامج إصلاحية تُعنى بالنزلاء ذات قيمة وأبعاد وانعكاسات إيجابية تُسهم بشكل مباشر في تقويم سلوكهم وإصلاحهم. ويعتبر برنامج اليوم العائلي أحد أبرز البرامج لما يحققه من تقوية وزيادة أواصر التواصل بين النزيل وأسرته ومساعدته على التكيف والاندماج في حياته الأسرية بعد انقطاعه عنهم.ويتزامن تدشين البيت العائلي في سجن الملز إيذاناً لتدشين بقية مشروعات البيت العائلي في سجون المدينةالمنورة وحائل وجدة وخميس مشيط وأبها ، والتي اشتملت على 88 وحدة سكنية بمواصفات فندقية عالية تم تسليمها بالكامل لإدارة نسائية تحقيقًا للخصوصية التامة لأسرة النزيل وتقوم بالإشراف الكامل على جميع الإجراءات الخاصة لهذا البرنامج ابتداًء من استقبالهم وحتى انتهاء اليوم العائلي. وتم تجهيزالوحدات السكنية بكامل الخدمات المنزلية حيث يستطيع النزيل الاجتماع بعائلته (الزوجة والأبناء) منذُ الصباح وحتى المساء في وحدة من هذه الوحدات والتي تشتمل على غرفة نوم رئيسية ومطبخ وصالة ألعاب للأطفال ودورات مياة وتقدم لهم الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة مجانًا عن طريق متعهد وكذلك جميع المستلزمات الصحية ومستلزمات النظافة. وبعد تدشين البيت العائلي بين مدير سجون منطقة الرياض اللواء مساعد الرويلي، أن برنامج اليوم العائلي من خلال مشروع البيت العائلي يساهم في توفير الأجواء المناسبة التي تساعد النزيل على التكيف والاستقرار النفسي أثناء فترة قضاء المحكومية من خلال ما لمسوه من تغير إيجابي يطرأ على النزلاء المستفيدين من هذا البرنامج الذي شكل لهم داعمًا للالتحاق في بقية البرامج الإصلاحية المقدمة داخل الإصلاحيات. وكشف اللواء الرويلي أن من حق أي سجين الاستفادة من البيت العائلي بعد مضي 3 أشهر من توقيفه بمعدل يوم في الشهر فيما يمنح أكثر من ذلك لمتعددي الزوجات، مشيرا إلى أنه لا يوجد حالات استثناء من الاستفادة من خدمات البيت العائلي، مؤكدا أن البيت العائلي هو على غرار الخلوة الشرعية لكن تم تطويره من ناحية كبر المساحة والخدمات التي تقدم له وكذلك الإدارة للموقع بطاقم نسائي.وقال اللواء الرويلي يتواجد بإصلاحية الملز 13 جناحا يستقبل الزوج والزوجة والأطفال دون ال6 أعوام بهدف مد جسور الألفة وتعزيز الثقة بين السجين وأسرته وكذلك حل أي مشاكل لا سمح الله تحدث بينهم، مؤكدا وجود باحثات اجتماعية ونفسية في السجن يساهمن بعد الله في حل الخلافات التي تقع بين الزوج السجين وزوجته.وبين اللواء الرويلي أن العاملين بالسجون من ضباط وصف ضباط وجنود وكذلك عسكريات ساهموا بعد الله في حل كثير من الخلافات كما ساهموا بعد جهود كثير من الأسر في تزويج عدد من السجناء وخاصة بعض قضاء القصاص، مؤكدا أن المسؤولين بالسجون يسعون دائما لراحة السجناء وخاصة ممن له الرغبة في العودة لجادة الطريق بعد أن تورط في قضية ما. وعزا اللواء الرويلي أن إنشاء هذه الوحدات تعود لجهود المدير العام للسجون اللواء إبراهيم الحمزي، حيث عكف خلال الفترة الماضية على توفير هذه الخدمات السكنية حرصا منه على راحة السجناء. من جانبه أكد مساعد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون الرائد عبدالله الحربي أن المديرية أنهت هذا المشروع في 6 إصلاحيات تابعة لسجون مناطق المملكة والبقية سوف يتم الانتهاء منها في القريب العاجل، موضحًا أن هذه المشروعات تأتي في إطار اهتمام المديرية لتلبية احتياجات النزلاء والتي تعتبر من أهم المشروعات الداعمة لانخراطهم في حزمهم من البرامج الإصلاحية المقدمة لهم. وبين الرائد الحربي أن المديرية أخضعت البيت العائلي لدراسات مستفيضة خلُصت إلى إنشاء وحدات جديدة وتطوير السابقة من حيث التصاميم التي روعي فيها خصوصية النزلاء وأسرهم وكذلك تطوير آليات التشغيل وتحسين الخدمات المقدمة في هذه الوحدات لظهورها بحلة جديدة وإسناد إدارتها لطاقم نسائي متكامل100% تم تأهيله لهذه المهمة من خلال ما يقدمه مركز تطوير القدرات النسائية التابع للمديرية العامة للسجون من دورات تخصصية وتدريبية. وفي ذات السياق أوضحت مديرة إدارة الإشراف النسوي في المديرية العامة للسجون الأستاذة نوف العتيبي أن المديرية تولي نزلاءها أهمية كبرى بتقديم الرعاية الإجتماعية والنفسية سعيًا لتأهيلهم وإصلاحهم حتى يعودوا لمجتمعهم أعضاءً صالحين ومن ضمن الرعاية المقدمة للنزلاء افتتاح مشروع البيت العائلي لتمكينهم من قضاء يوم عائلي مع أسرهم بعيداً عن أجواء السجن. مبينةً أن إدارة الإشراف النسوي أنهت كافة استعدادتها لاستلام المشروع والإشراف على تشغيل البيوت العائلية في كافة سجون مناطق المملكة. من جانب آخر كشفت مصادر ل»الجزيرة» أن برنامج الزيارة واليوم العائلي تم الاستفادة منه على مدار أيام العام الماضي ما يقارب 11224 نزيل حيث يقدم على برنامجين، البرنامج الأول اليوم العائلي ويطبق هذا البرنامج داخل الاصلاحية ويستفيد منه جميع النزلاء والنزيلات الموقوفين والمحكومين سعوديين وغير سعوديين بدو استثناء بعد قضاء ثلاثة أشهر في السجن من خلال عدد من الوحدات السكنية التي خصصت لبرنامج زيارة اليوم العائلي، حيث يستفيد منها النزيل مع أسرته من الصباح وحتى المساء هدف توفير الأجواء المناسبة التي تساعد النزيل على تقويم سلوكه وتهئيته للاندماج في المجتمع الخارجي ولأهمية الحفاظ على استمرار الروابط الأسرية بين السجين واسرته (زوجته وأطفاله). أما البرنامج الثاني فهو ربط السجين بمجتمعة حيث يتم إعطاؤه إجازة للخروج لأسرته يوما في الشهر خارج أسوار السجن بهدف مساعدة النزيل على التكيف والاندماج في حياته الأسرية والمجتمعية ليكون عضوا صالحا فاعلا منتجا بعد خروجه من السجن وكذلك تعويده على اتباع التعليمات والتقيد بالأنظمة فإن لم يعد في الوقت المحدد وكان العذر غير مقبول لدى المسئولين يحرم من التمتع بتلك الإجازة كذلك تعويد النزيل على الالتحاق ببرنامج أو أكثر من برنامج الإصلاح المختلفة المهنية والتعليمية والثقافية والدينية للحصول على هذه الإجازة ويمكن مضاعفة مدة الإجازة في حالة التزم السجين واستفادته من هذه البرامج التي تعود بالخير والمنفعة عليه أثناء وجودة داخل بيئة السجن وبعد الإفراج عنه.